الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٧٧
في كل بيت من كل باب سبعون ألف خادم لا يراهم من في هذا البيت ولا من في هذا البيت فإذا خرج في قصره صار في ملكه مثل عمر الدنيا يسير في ملكه عن يمينه وعن يساره ومن ورائه وأزواجه معه وليس معه ذكر غيره ومن بين يديه ملائكة قد سخروا له بينه وبين أزواجه ستر وبين يديه ستر ووصفاء ووصائف قد أفهموا ما يشتهى وما يشتهى أزواجه ولا يموت هو ولا أزواجه ولا خدامه أبدا نعيمهم يزداد كل يوم من غير أن يبلى الأول وقرة عين لا تنقطع أبدا لا يدخل عليه فيه روعة أبدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لو أن آخر أهل الجنة رجلا أضاف آدم فمن دونه ووضع لهم طعاما وشرابا حتى يخرجوا من عنده لا ينقصه ذلك مما أعطاه الله * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والطبراني وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة من طريق أبى صخر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف الجنة حتى انتهى ثم قال فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآيتين قال أبو صخر فذكرته للقرظي فقال إنهم أخفوا عملا وأخفى الله لهم ثوابا فقدموا على الله فقرت تلك الأعين * وأخرج ابن جرير عن أبي اليمان الهذلي قال الجنة مائة درجة أولها درجة فضة وأرضها فضة وآنيتها فضة وترابها المسك والثانية ذهب ومساكنها ذهب وآنيتها ذهب وترابها المسك والثالثة لؤلؤ وأرضها لؤلؤ ومساكنها لؤلؤ وآنيتها لؤلؤ وترابها المسك وسبع وتسعون بعد ذلك مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتلا هذه الآية فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين الآية * وأخرج ابن جرير والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق الحكم بن أبان عن الغطريف عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين قال يؤتى بحسنات العبد وسيئاته فيقتص بعضها من بعض فان بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة قال فدخلت على يزدان فحدث بمثل هذا فقلت فان ذهبت الحسنة قال أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم الآية قلت أفرأيت قوله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قال هو العبد يعمل سرا أسره إلى الله لم يعلم به الناس فأسر الله له يوم القيامة قرة أعين * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أدنى أهل الجنة حظا قوم يخرجهم الله من النار برحمته بعد أن يحترقوا يرتاح لهم الرب انهم كانوا لا يشركون بالله شيئا فينبذون بالعراء فينبتون كما ينبت البقل حتى إذا رجعت الأرواح إلى أجسادها قالوا ربنا كالذي أخرجتنا من النار ورجعت الأرواح إلى أجسادنا فاصرف وجوهنا عن النار فيصرف وجوههم عن النار ويضرب لهم شجرة ذات ظل وفئ فيقولون ربنا كالذي أخرجتنا من النار فانقلنا إلى ظل هذه الشجرة فينقلهم إليها فيرون أبواب الجنة فيقولون ربنا كالذي أخرجتنا من النار فانقلنا إلى أبواب الجنة فيفعل فإذا نظروا إلى ما فيها من الخيرات والبركات قال وقرأ أبو هريرة رضي الله عنه فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قالوا ربنا كالذي أخرجتنا من النار فأدخلنا لجنة قال فيدخلون الجنة ثم يقال لهم تمنوا فيقولون يا رب أعطنا حتى إذا قالوا يا ربنا حسبنا قال هذا لكم وعشرة أمثاله * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والترمذي وابن جرير والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام سأل ربه فقال رب أي أهل الجنة أدنى منزلة فقال رجل يجئ بعدما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل فيقول كيف ادخل وقد نزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى ان يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا فيقول نعم أي رب قد رضيت فيقال له فان لك هذا وعشرة أمثاله معه فيقول أي رب رضيت فيقال له فان لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك فقال موسى عليه السلام أي رب فأي أهل الجنة ارفع منزله قال إياها أردت وسأحدثك عنهم انى غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأيت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * قوله تعالى (أفمن كان مؤمنا) الآيات * أخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست