الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٠
السماوات والأرض الا ما شاء ربك حين أذن في الشفاعة لهم وأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة وهم هم وأما الذين سعدوا يعنى بعد الشقاء الذي كانوا فيه ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض الا ما شاء ربك يعنى الذين كانوا في النار * وأخرج ابن جريج وأبو الشيخ وابن مردويه عن قتادة انه تلا هذه الآية فاما الذين شقوا فقال حدثنا انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج قوم من النار ولا نقول كما قال أهل حروراء * وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاما الذين شقوا إلى قوله الا ما شاء ربك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله ان يخرج أناسا من الذين شقوا من النار فيدخلهم الجنة فعل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن خالد بن معدان في قوله الا ما شاء ربك قال إنها في التوحيد من أهل القبلة * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك الا ما شاء ربك قال الا ما استثنى من أهل القبلة * وأخرج عبد الرزاق وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله الأنصاري أو عن أبي سعيد الخدري أو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد قال هذه الآية قاضية على القرآن كله يقول حيث كان في القرآن خالدين فيها تأتى عليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عن أبي نضرة قال ينتهى القرآن كله إلى هذه الآية ان ربك فعال لما يريد * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وأما الذين سعدوا الآية قال هو في الذين يخرجون من النار فدخلوا الجنة يقول خالدين في الجنة ما دامت السماء والأرض الا ما شاء ربك يقول الا ما مكثوا في النار حتى أدخلوا الجنة * وأخرج أبو الشيخ عن سنان قال استثنى في أهل التوحيد ثم قال عطاء غير مجذوذ * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ما دامت السماوات والأرض قال لكل جنة سماء وأرض * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ما دامت السماوات والأرض قال سماء الجنة وأرضها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ما دامت السماوات والأرض قال تبدل سماء غير هذه السماء وأرض غير هذه الأرض فما دامت تلك السماء وتلك الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال إذا كان يوم القيامة أخذ الله السماوات السبع والأرضين السبع فطهرهن من كل قذر ودنس فصيرهن أرضا بيضاء فضة نورا يتلألأ فصيرهن أرضا للجنة والسماوات والأرض اليوم في الجنة كالجنة في الدنيا يصيرهن الله على عرض الجنة ويضع الجنة عليها وهي اليوم على أرض زعفرانية عن يمين العرش فأهل الشرك خالدين في جهنم ما دامت أرضا للجنة * وأخرج البيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله الا ما شاء ربك قال فقد شاء ربك ان يخلد هؤلاء في النار وان يخلد هؤلاء في الجنة * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله فاما الذين شقوا الآية قال فجاء بعد ذلك من مشيئة الله فنسخها فأنزل الله بالمدينة ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلى آخر الآية فذهب الرجاء لأهل النار ان يخرجوا منها وأوجب لهم خلود الأبد وقوله وأما الذين سعدوا الآية قال فجاء بعد ذلك من مشيئة الله ما نسخها فأنزل بالمدينة والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات إلى قوله ظلا ظليلا فأوجب لهم خلود الأبد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله الا ما شاء ربك قال استثنى الله أمر النار ان تأكلهم * وأخرج ابن المنذر عن الحسن عن عمر رضي الله عنه قال لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه * وأخرج إسحاق بن راهويه عن أبي هريرة قال سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد وقرأ فاما الذين شقوا الآية * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم قال ما في القرآن آية أرجى لأهل النار من هذه الآية خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض الا ما شاء ربك قال وقال ابن مسعود ليأتين عليها زمان تخفق أبوابها * وأخرج ابن جرير عن الشعبي قال جهنم أسرع الدارين عمرانا وأسرعهما خرابا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله الا ما شاء ربك قال الله أعلم بمشيئته على ما وقعت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال قد أخبر الله بالذي شاء لأهل الجنة فقال عطاء غير مجذوذ ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار * وأخرج ابن المنذر عن أبي وائل انه كان إذا سئل عن الشئ من القرآن قال قد أصاب الله به الذي أراد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست