الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٤٧
الكلب منقطع الفؤاد لا فؤاد له مثل الذي يترك الهدى لا فؤاد له انما فؤاد منقطع كان ضالا قبل وبعد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن المعتمر قال سئل أبو المعتمر عن هذه الآية واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فحدث عن سيار انه كان رجلا يقال له بلعام وكان قد أوتى النبوة وكان مجاب الدعوة ثم إن موسى أقبل في بني إسرائيل يريد الأرض التي فيها بلعام فرعب الناس منه رعبا شديدا فاتوا بلعام فقالوا ادع الله على هذا الرجل قال حتى أؤامر ربى فوامر في الدعاء عليهم فقيل له لا تدع عليهم فان فيهم عبادي وفيهم نبيهم فقال لقومه قد وأمرت في الدعاء عليهم وأني قد نهيت قال فاهدوا إليه هدية فقبلها ثم راجعوه فقالوا ادع الله عليهم فقال حتى أوامر فوامر فلم يحار إليه شئ فقال قد وأمرت فلم يحار إلى شئ فقالوا لو كره ربك ان تدعو عليهم لنهاك كما نهاك المرة الأولى فاخذ يدعو عليهم فإذا دعا جرى على لسانه الدعاء على قومه فإذا أرسل ان يفتح على قومه جرى على لسانه ان يفتح على موسى وجيشه فقالوا ما نراك الا تدعو علينا قال ما يجرى على لساني الا هكذا ولو دعوت عليهم ما استجيب لي ولكن سأدلكم على أمر عسى أن يكون فيه هلاكهم ان الله يبغض الزنا وان هم وقعوا بالزنا هلكوا فاخرجوا النساء فإنهم قوم مسافرون فعسى ان يزنوا فيهلكوا فاخرجوا النساء تستقبلهم فوقعوا بالزنا فسلط الله عليهم الطاعون فمات منهم سبعون ألفا وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال كان اسمه بلعم وكان يحسن اسما من أسماء الله فغزاهم موسى في سبعين ألفا فجاءه قومه فقالوا ادع الله عليهم وكانوا إذا غزاهم أحد أتوه فدعا عليهم فهلكوا وكان لا يدعو حتى ينام فينظر ما يؤمر به في منامه فنام فقيل له ادع الله لهم ولا تدع عليهم فاستيقظ فأبى ان يدعو عليهم فقال لهم زينوا لهم النساء فإنهم إذا رأوهن لم يصبروا حتى يصيبوا من الذنوب فتدالوا عليهم قوله تعالى (من يهدى الله) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخطبة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا عبده ورسوله * وأخرج مسلم والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته نحمد الله ونثني عليه بما هو أهله ثم يقول من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم يقول بعثت انا والساعة كهاتين * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور يومئذ شئ اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم على علم الله * قوله تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد ذرأنا قال خلقنا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن ولقد ذرأنا لجهنم قال خلقنا لجهنم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لما ذرأ لجهنم من ذرأ كان ولد الزنا ممن ذرأ لجهنم * وأخرج الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وأبو يعلى وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله الجن ثلاثة أصناف صنف حياة وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء وصنف عليهم الحساب والعقاب وخلق الله الانس ثلاث أصناف صنف كالبهائم قال الله لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل وجنس أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في ظل الله يوم لا ظل الا ظله * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله لقد ذرأنا لجهنم قال لقد خلقنا لجهنم لهم قلوب لا يفقهون بها قال لا يفقهون شيئا من أمر لآخرة ولهم أعين لا يبصرون بها الهدى ولهم آذان لا يسمعون بها الحق ثم جعلهم كالأنعام ثم جعلهم شرا من الانعام فقال بل هم أضل ثم أخبر انهم الغافلون والله أعلم * قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) * أخرج البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وأبو عوانة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبو عبد الله بن منده في التوحيد وابن
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست