الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٤٢
البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين يعنى يوم أخذ الميثاق * وأخرج ابن جرير عن أبي محمد رجل من أهل المدينة قال سالت عمر بن الخطاب عن قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال خلق الله آدم بيده ونفخ فيه من روحه ثم أجلسه فمسح ظهره بيده اليمنى فاخرج ذرأ فقال ذرء ذرأتهم للجنة ثم مسح ظهره بيده الأخرى وكلتا يديه يمين فقال ذرء ذرأتهم للنار يعملون فيما شئت من عمل ثم اختم لهم بأسوأ أعمالهم فأدخلهم النار * وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن منده في كتاب الرد على الجهمية واللالكائي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر في تاريخه عن أبي بن كعب في قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم إلى قوله بما فعل المبطلون قال جمعهم جميعا فجعلهم أرواحا في صورهم ثم استنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى قال فإني أشهد عليكم السماوات السبع وأشهد عليكم أباكم آدم ان تقولوا يوم القيامة انا لم نعلم بهذا اعلموا انه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئا انى سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي قالوا شهدنا بأنك ربنا والهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك فأقروا ورفع عليهم آدم ينظر إليهم فرأى الغنى والفقير وحسن الصورة ودون ذلك فقال يا رب لولا سويت بين عبادك قال انى أحببت أن أشكر ورأى الأنبياء فيهم مثل السرج عليهم النور وخصوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة ان يبلغوا وهو قوله وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم الآية وهو قوله فطرة الله التي فطر الناس عليها وفى ذلك قال وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين وفى ذلك قال فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل قال فكان في علم الله يومئذ من يكذب به ومن يصدق به فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عهدها وميثاقها في زمن آدم فأرسله الله إلى مريم في صورة بشر فتمثل لها بشرا سويا قال أبى فدخل من فيها * وأخرج مالك في الموطأ وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والآجري في الشريعة وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن مسلم بن يسار الجهني ان عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم الآية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال الرجل يا رسول الله ففيم العمل فقال إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الله الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار * وأخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه كالذر ثم كلهم قبلا قال ألست بربكم قالوا بلى شهدنا إلى قوله المبطلون * وأخرج ابن جرير وابن منده في كتاب الرد على الجهمية عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم قال أخذ من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس فقال لهم ألست بربكم قالوا بلى قالت الملائكة شهدنا ان يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن منده وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فخرت منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ونزع ضلعا من أضلاعه فخلق منه حواء ثم أخذ عليهم العهد ألست بربكم قالوا بلى ثم اختلس كل نسمة من بني آدم بنوره في وجهه وجعل فيه البلوى الذي كتب انه يبتليه بها في الدنيا من الأسقام ثم عرضهم على آدم فقال يا آدم هؤلاء ذريتك وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام فقال آدم يا رب لم فعلت هذا بذريتي قال كي تشكر نعمتي وقال آدم يا رب من هؤلاء الذين أراهم أظهر الناس نورا قال هؤلاء الأنبياء من ذريتك قال من هذا الذي أراه
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست