الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٣٩
فيقال أنت فلان فيومئ إلى يديه بما كسبت يداي * وأخرج ابن بطة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان قال قالوا لعبد الله بن عبد العزيز العمرى في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر تأمر من لا يقبل منك قال يكون معذرة وقرأ قالوا معذرة إلى ربكم * قوله تعالى (وإذ تأذن ربك) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وإذ تأذن ربك الآية قال الذين يسومونهم سوء العذاب محمد وأمته إلى يوم القيامة وسوء العذاب الجزية * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وإذ تأذن ربك الآية قال هم اليهود بعث عليهم العرب يحبونهم الخراج فهو سوء العذاب ولم يكن من نبي جبا الخراج الا موسى جباه ثلاث عشرة سنة ثم كف عنه ولا النبي صلى الله عليه وسلم وفى قوله وقطعناهم الآية قال هم اليهود بسطهم الله في الأرض فليس في الأرض بقعة الا وفيها عصابة منهم وطائفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وإذ تأذن ربك يقول قال ربك ليبعثن عليهم قال على اليهود والنصارى إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب فبعث الله عليهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم يأخذون منهم الجزية وهم صاغرون وقطعناهم في الأرض أمما قال يهود منهم الصالحون وهم مسلمة أهل الكتاب ومنهم دون ذلك قال اليهود وبلوناهم بالحسنات قال الرخاء والعافية والسيئات قال البلاء والعقوبة * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله وقطعناهم في الأرض أمما ما الأمم قال الفرق وقال فيه بشر بن أبي حازم من قيس غيلان في ذوائبها * منهم وهم بعد قادة الأمم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس وبلوناهم بالحسنات والسيئات قال بالخصب والجدب * قوله تعالى (فخلف من بعدهم) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس انه سئل عن هذه الآية فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى قال أقوام يقبلون على الدنيا فيأكلونها ويتبعون رخص القرآن ويقولون سيغفر لنا ولا يعرض لهم شئ من الدنيا الا أخذوه ويقولون سيغفر لنا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فخلف من بعدهم خلف قال النصارى يأخذون عرض هذا الأدنى قال ما أشرف لهم شئ من الدنيا حلالا أو حراما يشتهونه أخذوه ويتمنون المغفرة وان يجدوا آخر مثله يأخذونه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فخلف من بعدهم خلف الآية يقول يأخذون ما أصابوا ويتركون ما شاؤوا من حلال أو حرام ويقولون سيغفر لنا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فخلف من بعدهم خلف قال خلف سوء ورثوا الكتاب بعد أنبيائهم ورسلهم أورثهم الله الكتاب وعهد إليهم يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا قال أماني تمنوها على الله وغرة يغترون بها وان يأتهم عرض مثله يأخذوه ولا يشغلهم شئ عن شئ ولا ينهاهم شئ عن ذلك كلما أشرف لهم شئ من الدنيا أخذوه ولا يبالون حلالا كان أو حراما * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن سعيد بن جبير في قوله يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا قال كانوا يعملون بالذنوب ويقولون سيغفر لنا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء في قوله يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا قال يأخذون ما عرض لهم من الدنيا ويقولون نستغفر الله ونتوب إليه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضيا الا ارتشى في الحكم فإذا قيل له يقول سيغفر لي * وأخرج أبو الشيخ عن أبي الجلد قال يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن وتتهافت وتبلى كما تبلى ثيابهم لا يجدون لهم حلاوة ولا لذاذة ان قصروا عما أمروا به قالوا ان الله غفور رحيم وان عملوا بما نهوا عنه قالوا سيغفر لنا انا لا نشرك بالله شيئا أمرهم كله طمع ليس فيه خوف لبسوا جلود الضان على قلوب الذئاب أفضلهم في نفسه المدهن * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال المؤمن يعلم أن ما قال الله كما قال الله والمؤمن أحسن عملا وأشد الناس خوفا لو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين لا يزداد صلاحا وبرا وعبادة الا ازداد فرقا يقول الا أنجو والمنافق يقول سواد الناس
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست