تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٤
والأجل المسمى عنده من وقت موته إلى حشره، ووصفه ب‍ (مسمى عنده)، لأنه استأثر - سبحانه - بعلم وقت القيامة. وقال ابن عباس: (أجلا) الدنيا، (وأجل مسمى) الآخرة.
وقيل غير هذا.
و (تمترون) معناه: تشكون.
(وهو الله في السماوات وفى الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون (3) وما تأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون (5) ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين (6)) وقوله سبحانه: (وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم) قاعدة الكلام في هذه الآية: أن حلول الله في الأماكن مستحيل - تعالى - أن يحويه مكان، كما تقدس أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق المكان والزمان، وهو الآن على ما عليه كان.
وإذا تقرر هذا، فقالت فرقة من العلماء: تأويل ذلك على تقدير صفة محذوفة من اللفظ ثابتة في المعنى، كأنه قال: وهو الله المعبود في السماوات وفي الأرض. وعبر بعضهم بأن قدر: وهو الله المدبر للأمر في السماوات والأرض.
وقال الزجاج: (في) متعلقة بما تضمنه اسم الله من المعاني، كما يقال: أمير المؤمنين الخليفة في المشرق والمغرب.
قال * ع *: وهذا عندي أفضل الأقوال، وأكثرها إحرازا لفصاحة اللفظ، وجزالة المعنى.
وإيضاحه: أنه أراد أن يدل على خلقه، وآثار قدرته، وإحاطته، واستيلائه، ونحو هذه الصفات، فجمع هذه كلها في قوله: (وهو الله) أي: الذي له هذه كلها في السماوات، وفي الأرض، كأنه قال: وهو الله الخالق، الرازق، المحيي، المحيط في السماوات وفي
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة