تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٣٣١
نازل بهم، ثم خاطب سبحانه أهل الكتاب من النصارى، وهو أن يدعوا الغلو، وهو تجاوز الحد.
وقوله: (في دينكم): معناه: في دين الله الذي أنتم مطلوبون به، بأن توحدوا الله، ولا تقولوا على الله إلا الحق، وليست الإشارة إلى دينهم المضلل، وعن عبادة بن الصامت (رضي الله عنه)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق - أدخله الله الجنة على ما كان من عمل " رواه مسلم، والبخاري والنسائي، وفي مسلم: " أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء ".
انتهى.
وقوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسله)، أي: الذين من جملتهم: عيسى، ومحمد - عليهما السلام -.
وقوله تعالى: (إنما الله إله واحد): " إنما "، في هذه الآية: حاصرة، و (سبحانه): معناه: تنزيها له، وتعظيما، والاستنكاف إباءة بأنفة.
قال * ع *: وقوله سبحانه: (ولا الملائكة المقربون): زيادة في الحجة، وتقريب من الأذهان، أي: وهؤلاء الذين هم في أعلى درجات المخلوقين لا يستنكفون عن ذلك، فكيف بسواهم، وفي هذه الآية دليل على تفضيل الملائكة على الأنبياء.
وقوله سبحانه: (فسيحشرهم): عبارة وعيد.
قال * ع *: وهذا الاستنكاف إنما يكون من الكفار عن اتباع الأنبياء، وما جرى مجراه.
(يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا (174))
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة