تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٢١
في الصور ". والصور (بكسر الصاد) لغة في الصور (1) جمع صورة والجمع صوار، وصيار (بالياء) لغة فيه. وقال عمرو بن عبيد: قرأ عياض " يوم ينفخ في الصور " فهذا يعني به الخلق. والله أعلم.
قلت: وممن قال إن المراد بالصور في هذه الآية جمع صورة أبو عبيدة. وهذا وإن كان محتملا فهو مردود بما ذكرناه من الكتاب والسنة. وأيضا لا ينفخ في الصور للبعث مرتين، بل ينفخ فيه مرة واحدة، فإسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور الذي هو القرن والله عز وجل يحيى الصور. (وفي التنزيل " فنفخنا فيه من روحنا (2) ").
قوله تعالى: عالم الغيب والشهادة برفع " عالم " صفة " الذي "، أي وهو الذي خلق السماوات والأرض عالم الغيب. ويجوز أن يرتفع على إضمار المبتدأ. وقد روي عن بعضهم أنه قرأ " ينفخ " فيجوز أن يكون الفاعل " عالم الغيب "، لأنه إذا كان النفخ فيه بأمر الله عز وجل كان منسوبا إلى الله تعالى. ويجوز أن يكون ارتفع (عالم) حملا على المعنى، كما أنشد سيبويه:
* لبيك (3) يزيد ضارع لخصومة * وقرأ الحسن والأعمش " عالم " بالخفض على البدل من الهاء (التي) (4) في " له ".
قوله تعالى: وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أريك وقومك في ضلل مبين (74)

(1) نقل المؤلف هنا ما في الصحاح، وقد حذف منه ما جعل المراد غير واضح. وعبارة: "... وقرأ الحسن (يوم ينفخ في الصور) والصور بكسر الصاد لغة في الصور جمع صورة. ينشد هذا البيت على هذه اللغة يصف الجواري:
أشبهن من بقر الخلصاء أعينها * وهن أحسن من صيرانها صورا والصيران جمع صوار وهو القطيع من البقر. والصوار أيضا وعاء المسك، وقد جمعهما الشاعر بقوله:
إذا لاح الصور ذكرت ليلى * وأذكرها إذا نفح الصوار والصيار لغة فيه ".
(2) من ج وك وع. راجع ج 18 ص 203.
(3) هذا صدر بيت للحارث ابن نهيك، وتمامه كما في كتاب سيبويه: * ومخبط مما تطيح الطوائح * وصف أنه كان مقيما لحجة المظلوم ناصرا له. والمختبط: الطالب المعروف. وتطيح: تذهب وتهلك.
(4) من ج وك.
(٢١)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»