تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ١٩
قال (له) (1) " متعني بنفسك ". ثم أسلم وحسن إسلامه، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية. هذا قول أهل السير. قالوا: كان اسمه عبد الكعبة فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه عبد الرحمن، وكان أسن ولد أبي بكر. قال: إنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم أربعة ولاء: أب وبنوه إلا أبا قحافة وابنه أبا بكر وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر وابنه أبا عتيق محمد بن عبد الرحمن. والله أعلم.
قوله تعالى: (وأمرنا لنسلم لرب العالمين. وأن أقيموا الصلاة واتقوه) اللام لام كي، أي أمرنا كي نسلم وبأن أقيموا الصلاة، لأن حروف الإضافة يعطف بعضها على بعض.
قال الفراء: المعنى أمرنا بأن نسلم، لأن العرب تقول: أمرتك لتذهب، وبأن تذهب بمعنى. قال النحاس: سمعت أبا الحسن بن كيسان يقول هي لام الخفض، واللامات كلها ثلاث: لام خفض ولام أمر ولام توكيد، لا يخرج شئ عنها. والإسلام الإخلاص.
وإقامة الصلاة الإتيان بها والدوام عليها. ويجوز أن يكون " وأن أقيموا الصلاة " عطفا على المعنى، أي يدعونه إلى الهدى ويدعونه أن أقيموا الصلاة، لأن معنى ائتنا أن ائتنا.
قوله تعالى: (وهو الذي إليه تحشرون) ابتداء وخبر وكذا هو الذي خلق السماوات والأرض) أي فهو الذي يجب أن يعبد لا الأصنام. ومعنى (بالحق) أي بكلمة الحق.
يعني قوله " كن ".
قوله تعالى: (ويوم يقول كن فيكون) أي واذكر يوم يقول كن. أو اتقوا يوم يقول كن. أو قدر يوم يقول كن. أو قدر يوم يقول كن. وقيل: هو عطف على الهاء في قول: " واتقوه " قال الفراء:
" كن فيكون " يقال: إنه للصور خاصة، أي ويوم يقول للصور كن فيكون. وقيل:
المعنى فيكون جميع ما أراد من موت الناس وحياتهم. وعلى هذين التأويلين يكون (قوله الحق) ابتداء وخبرا. وقيل: إن قول تعالى: " قوله " رفع بيكون، أي فيكون ما يأمر به.
" الحق " من نعته. ويكون التمام على هذا " فيكون قول الحق ". وقرأ ابن عامر

(1) من ع وز وك.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»