تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ١٦
إذا أتى لعب ولهو (1) * وكم من موضع هو في القرآن فحرف في الحديد وفي القتال * وفي الأنعام منها موضعان وقيل: المراد بالدين هنا العيد. قال الكلبي: إن الله تعالى جعل لكل قوم عيدا يعظمونه ويصلون فيه لله تعالى، وكل قوم اتخذوا عيدهم لعبا ولهوا إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم اتخذوه وصلاة وذكرا وحضورا بالصدقة، مثل الجمعة والفطر والنحر.
قوله تعالى: (وغرتهم الحياة الدنيا) أي لم يعلموا إلا ظاهرا من الحياة الدنيا.
قوله تعالى: (وذكر به أي) بالقرآن أو بالحساب. (أن تبسل نفس بما كسبت) أي ترتهن وتسلم للهلكة، عن مجاهد وقتادة والحسن وعكرمة والسدي. والإبسال: تسليم المرء للهلاك، هذا هو المعروف في اللغة. أبسلت ولدي أرهنته، قال عوف بن الأحوص بن جعفر:
وإبسالي بني بغير جرم * بعوناه ولا بدم مراق " بعوناه " بالعين المهملة معناه جنيناه. والبعو الجناية. وكان حمل عن غني لبني قشير دم ابني السجيفة (2) فقالوا: لا نرضى بك، فرهنهم بنيه طلبا للصلح. وأنشد النابغة (الجعدي) (3):
ونحن رهنا بالأفاقة (4) عامرا * بما كان في الدرداء رهنا فأبسلا الدرداء: كتيبة كانت لهم. (ليس لها من دون الله ولى (5) ولا شفيع (6) تقدم معناه.
قوله تعالى: (وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها) الآية. العدل الفدية، وقد تقدم في " البقرة " (6). والحميم الماء الحار، وفي التنزيل " يصب من فوق رؤوسهم الحميم (7) " الآية. " يطوفون

(1) هكذا الشطر في الأصول ولعل الأصل: إذا سألت عن الخ.
(2) كذا في ك. والذي في اللسان وشرح القاموس: السجفيه. والذي في الجواهري وفي ا وب وج‍ وز: السحيفه بالحاء المهملة بدل الجحيم.
(3) من ج، ع، ك، ز.
(4) الأفاقة (ككناسة): موضع في أرض الحزن قرب الكوفة. أو هو ماء لبني يربوع، ويوم الأفاقة من أيام العرب.
(5) راجع ج 3 ص 283 وص 273 وج‍ 4 ص 109.
(6) راجع ج 1 ص 378 وص 380.
(7) راجع ج 12 ص 25.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»