الرسائل الفقهية - الوحيد البهبهاني - الصفحة المقدمة ٨
كل منفعة مشروطة كما كان دأب الفقهاء واللغة والعرف وعند آكلي الربا... " (1).
هذا، ومع ما كان عليه شيخنا المحقق الوحيد (رحمه الله) من الدقة في أمثال هذه الموارد مما يسوقه إلى الالتزام بالتأمل والاحتياط فيها.. نجده يتخذ موقفا حازما - وبكل شجاعة مع مراعاة الدقة والاحتياط - أمام بعض المسائل الأخر التي لا يرى ثمة مساغا للاحتياط فيها أو الترديد في مقام الإفتاء، كما هو حاله في مسألة جواز الجمع بين الفاطميتين، إذ ذهب إلى القول بالجواز بعد استيعابه للأدلة وفحصها ومناقشتها وختمها بقوله: " أي فرق عنده بين الحديث الذي دل على حرمة الجمع بين فاطميتين والذي دل على حرمة تركها عانتها أزيد من عشرين.. فاستدلاله بالثاني على حرمة ترك العانة عليها أولى ثم أولى... " (2).
ولا نود أن نطيل في بيان ما كان عليه - طاب رمسه - من العمق والتتبع والدقة والظرافة في الاستدلال التي هي من الخصوصيات البارزة لشيخنا المصنف الوحيد (رحمه الله).. إذ نوكل ذلك إلى ذهن القارئ الفطن، والمحقق البارع، ولنا عودة أخرى على مصنفات الشيخ الوحيد الفقيه (رحمه الله) للحديث عن بعض مميزاته العلمية، وما بناه من أسس استدلالية مستحكمة قدر لها أن تمنحه وسام التجديد و " المجدد "، ويكون ذلك خالدا له إلى يومنا هذا، فعليه - وعلى علمائنا الأطهار حماة الدين، وسدنة الشريعة، وسادة الخليقة - السلام يوم ولدوا.. ويوم ماتوا.. ويوم يبعثون.
وفقنا الله للسير على خطاهم، والعمل بسيرتهم، والحظوة بشفاعتهم.. آمين رب العالمين.

(المقدمة ٨)
مفاتيح البحث: الربا (1)
الفهرست