تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٣٥٨
وقال مجاهد: تفور بهم كما يفور الحب القليل في الماء الكثير.
" * (تكاد تميز من الغيظ) *) يتفرق بعضها من بعض على أهلها غيظا وانتقاما لله تعالى " * (كلما ألقي فيها فوج) *) قوم " * (سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير) *) رسول في الدنيا " * (قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا) *) للرسل " * (ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير) *)) .
* (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فىأصحاب السعير * فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير * إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير * وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور * ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير * هو الذى جعل لكم الارض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور * أءمنتم من فى السمآء أن يخسف بكم الارض فإذا هى تمور * أم أمنتم من فى السمآء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير * ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير * أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمان إنه بكل شىء بصير * أمن هاذا الذى هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا فى غرور * أمن هاذا الذى يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا فى عتو ونفور * أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أمن يمشى سويا على صراط مستقيم * قل هو الذىأنشأكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون * قل هو الذى ذرأكم فى الارض وإليه تحشرون * ويقولون متى هاذا الوعد إن كنتم صادقين * قل إنما العلم عند الله وإنمآ أنا نذير مبين * فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هاذا الذى كنتم به تدعون * قل أرءيتم إن أهلكنى الله ومن معى أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم * قل هو الرحمان ءامنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو فى ضلال مبين * قل أرءيتم إن أصبح مآؤكم غورا فمن يأتيكم بمآء معين) *) 2 " * (وقالوا) *) وهم في النار " * (لو كنا نسمع) *) النذر من الرسل، وما جاؤونا به " * (أو نعقل) *) عنهم. قال ابن عباس: لو كنا نسمع الهدى أو نعقله فنعمل به.
* (ما كنا في أصحاب السعير) * * (فاعترفوا بذنبهم فسحقا) *) بعدا، وقال سعيد بن جبير: هو واد في جهنم " * (لأصحاب السعير) *) ونقله أبو جعفر والكسائي بروايتيه الدوري وقتيبة الخلاف عنهما، وحققه الآخرون: وهما لغتان مثل الرعب والرعب، السحت والسحت، أخبرنا عبد الله ابن حامد، أخبرنا محمد بن خالد حدثنا داود بن سليمان، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبيد الله ابن موسى عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي، وتنقبض بعضها إلى بعض، فيقول لها الرحمن: مالك؟ قالت: إنه كان يستجير مني فيقول: أرسلوا عبدي. وإن الرجل ليجر إلى النار، فيقول: يا رب ما كان هذا الظن بك قال: فما كان ظنك؟ قال: كان ظني أن تسعني رحمتك، فيقول: أرسلوا عبدي. وإن الرجل ليجر إلى
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 » »»