تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٠٢
كل قول يكون لا فعل فيه مثل ماء يصب في غربال وأنشدني أبو القاسم الحبيشي لنفسه:
لا يكون المقال إلا بفعل وكل قول بلا فعال هباء إن قولا بلا فعال جميل ونكاحا بلا ولي سواء وقال بعض أهل المعاني على هذا القول: معنى " * (يرفعه) *)، أي يجعله رفيعا ذا وزن وقيمة، كما يقال: طود رفيع ومرتفع، وقيل: العمل الصالح هو الخالص، يعني أن الإخلاص سبب قبول الخيرات من الأقوال والأعمال، دليله قوله: " * (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا) *) أي خالصا ثم قال: " * (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) *)، فجعل نقيض الصالح الشرك والرياء، وقال قوم: هذه الكناية راجعة إلى العمل، يعني أن الكلم الطيب يرفع العمل؛ فلا يرفع ولا يقبل عمل إلا أن يكون صادرا عن التوحيد وعائد الذكر يرفع وينصب، وهذا التأويل اختيار نحاة الكوفة وقال آخرون: الهاء كناية عن العمل، والرفع من صفة الله سبحانه، أي يرفعه الله.
" * (والذين يمكرون السيئات) *) أي يعملون، قال مقاتل: يعني الشرك، وقال أبو العالية: يعني الذين مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الندوة، وقال الكلبي: " * (الذين يمكرون) *) يعني يعملون السيئات في الدنيا، وقال ابن عباس ومجاهد وشهر بن حوشب: هم أصحاب الرياء. " * (لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) *) أي يكسد ويفسد ويضل ويضمحل في الآخرة.
" * (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير) *) قراءة العامة: (ينقص) بضم الياء، وقرأ الحسن وابن سيرين وعيسى (ينقص) بفتح الياء وضم القاف، وقرأ الأعرج: " * (من عمره) *) بالتخفيف.
قال سعيد بن جبير: مكتوب في أول الكتاب عمره كذا وكذا سنة، ثم يكتب أسفل من ذلك ذهب يوم ذهب يومان ذهب ثلاثة أيام حتى ينقطع عمره.
" * (وما يستوي البحران هذا عذب فرات) *): طيب " * (سائغ) *): جائز هني شرابه.
وقرأ عيسى: (سيغ) مثل: ميت وسيد. " * (وهذا ملح أجاج) *) شديد الملوحة، عن: ابن عباس، وقال الضحاك: هو المر مزاجه كأنه يحرق من شدة المرارة والملوحة. " * (ومن كل تأكلون لحما طريا) *): طعاما شهيا، يعني: السمك من العذب والملح، " * (وتستخرجون منه) *))
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»