تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٠٤
وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جآءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير * ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير * ألم تر أن الله أنزل من السمآء مآء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن الناس والدوآب والانعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور * إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلواة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور * والذي أوحينآ إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير * ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير * جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير * وقالوا الحمد لله الذىأذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذىأحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب) *) 2 " * (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ولا تزروا وازرة وزر أخرى) *)، سئل الحسين بن الفضل عن الجمع بين هذه الآية وبين قوله سبحانه وتعالى: " * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) *) فقال: " * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) *) طوعا " * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) *) كرها.
" * (وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه) *) يعني وإن تدع نفس مثقلة بذنوب غيرها إلى حملها، أي حمل ما عليها من الذنوب " * (لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى) *): ولو كان المدعو ذا قربى له: ابنه أو أمه أو أباه أو أخاه.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا عن أحمد بن محمد بن رزمة القزويني عن محمد بن عبد ابن عامر السمرقندي قال: حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قوله سبحانه: " * (لا يحمل منه شيء لو كان ذا قربى) *) قال: يعني الوالدة تلقي ولدها يوم القيامة فتقول: يا بني ألم تكن بطني لك وعاء؟ ألم يكن لك ثديي سقاء؟ فيقول: بلى يا أماه. فتقول: يا بني قد أثقلتني ذنوبي فاحمل عني ذنبا واحدا. فيقول: يا أماه إليك عني، فإني اليوم عنك مشغول.
" * (إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب) *) أي يخافونه ولم يروه، " * (وأقاموا الصلاة ومن تزكى) *) صلح عمل خيرا وصالحا " * (فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير) *).
" * (وما يستوي الأعمى والبصير) *) يعني: الجاهل والعالم، " * (ولا الظلمات ولا النور) *))
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»