تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٩
قال بعض المفسرين: يعني ما أعد في الجنة لأهلها، وفي النار لأهلها ما لم تره عين ولا سمعته أذن ولا خطر على قلب بشر.
قال قتادة: يعني السوس في الثياب، والدود في الفواكه.
وروى مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: " * (ويخلق ما لا تعلمون) *) قال: يريد أن عن يمين العرش نهرا من نور مثل السماوات السبع والأرضين السبع والبحار السبع. يدخل جبرئيل كل سحر فيغتسل فيزداد نورا إلى نوره وجمالا إلى جماله وعظما إلى عظمته فينتفض فيخرج الله من كل قطرة تقع من ريشه كذا وكذا ألف ملك يدخل منهم كل يوم سبعون ألف ملك بالبيت المعمور وفي الكعبة سبعون ألفا لا يعودون إليه إلى أن تقوم الساعة.
" * (وعلى الله قصد السبيل) *) يعني طريق الحق لكم، والقصد: الطريق المستقيم، وقيل على الله القصد بكم إلى الدين " * (ومنها جائر) *) يعني ومن السبيل جائر عن الاستقامة معوج، وإنما أنث للكناية، لأن لفظ السبيل واحد ومعناها جمع، والسبيل مؤنثة في لغة أهل الحجاز، والقصد من السبيل هو الحنيفية دين الإسلام، والجائر منها اليهودية والنصرانية وغير ذلك من الملل والكفرة.
وقال جابر بن عبد الله: قصد السبيل يعني بيان الشرائع والفرائض، وقال عبد الله بن المبارك وسهل بن عبد الله: " * (قصد السبيل) *) السنة، " * (ومنها جائر) *) يعني الأهواء والبدع، بيانه قوله: " * (وإن هذا صراطي مستقيما) *) الآية. وفي مصحف عبد الله: ومنكم جائز.
" * (ولو شاء لهداكم أجمعين) *) نظيرها قوله: " * (ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا) *) وقوله: " * (ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها) *)) .
* (هو الذىأنزل من السماء مآء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون * ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون * وسخر لكم اليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون * وما ذرأ لكم فى الارض مختلفا ألوانه إن فى ذلك لآية لقوم يذكرون * وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * وألقى فى الارض رواسى أن تميد
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»