تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٧
" * (لا إله إلا أنا فاتقون خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم) *) يجادل بالباطل " * (مبين) *) نظيره قوله: " * (ولا تكن للخائنين خصيما) *) نزلت هذه الآية في أبي بن خلف الجمحي حين جاء بالعظم الرميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أترى الله يحيي هذا بعدما قد رم؟ نظيرها قوله: " * (أو لم ير الانسان انا خلقناه من نطفة) *) إلى آخر السورة نزلت في هذه القصة أيضا.
" * (والأ نعام خلقها) *) يعني الإبل والبقر والغنم " * (لكم فيها دفء) *) يعني من أوبارها وأصوافها وأشعارها ملابس و (لحفا) وقطن يستدفئون " * (ومنافع) *) بالنسل والدر والركوب والحمل وغيرها " * (ومنها تأكلون) *) يعني لحومها " * (ولكم فيها جمال حين تريحون) *) أي حين يردونها بالعشي من مراعيها إلى مباركها التي تأوى إليها. يقال: أراح فلان ماشيته يريحها أراحة، والمكان الذي يراح إليه: مراح.
" * (وحين تسرحون) *) اي يخرجونها بالغداة من مراعيها إلى مسارحها. يقال: سرح ماشيته يسرحها سرحا وسروحا إذا أخرجها للرعي، وسرحت الماشية سروحا إذا رعت.
قال قتادة: وذلك أعجب ما يكون إذا راحت عظاما ضروعها طوالا أسنمتها.
" * (وتحمل أثقالكم إلى بلد) *) آخر غير بلدكم.
عكرمة: البلد مكة.
" * (لم تكونوا بالغيه) *) أي تكلفتموه " * (إلا بشق الأنفس) *).
قرأه العامة: بكسر الشين، ولها معنيان: أحدهما: الجهد والمشقة.
والثاني: النصف، يعني لم تكونوا بالغيه إلا بشق النفس من القوة وذهاب شق منها حتى لم تبلغوه إلا بنصف قوى أنفسكم وذهاب نصفها الآخر.
وقرأ أبو جعفر: بشق بفتح الشين. وهما لغتان مثل برق وبرق، وحصن وحصن، ورطل ورطل.
وينشد قول النمر بن تولب: بكسر الشين.
وذي إبل يسعى ويحسبها له أخي نصب من شقها ودؤوب ويجوز أن يكون بمعنى المصدر من شققت عليه يشق شقا
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»