تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٤٣
من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولاكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم) *) 2 " * (وإذا بدلنا آية مكان آية) *) يعني وإذا نسخنا حكم آية فأبدلنا مكانه حكما آخر، " * (والله أعلم بما ينزل) *) فيما يغير ويبدل أعلم بما هو أصلح لخلقه فيما عدل من أحكامه " * (قالوا إنما أنت) *) يا محمد " * (مفتر) *) وذلك أن المشركين قالوا: إن محمدا يسجد بأصحابه يأمرهم اليوم ويأمرهم غدا ويأتيهم بما هو أهون عليهم، وما هو إلا مفتر يتقوله من تلقاء نفسه.
قال الله: " * (بل أكثرهم لا يعلمون) *) حقيقة القرآن وبيان الناسخ والمنسوخ من الأحكام " * (قل نزله) *) يعني القرآن " * (روح القدس) *) جبرئيل " * (من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا) *) تثبيتا للمؤمنين وتقوية لإيمانهم (......) تصديقا ويقينا " * (وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر) *) آدمي وما هو من عند الله، واختلف العلماء في هذا البشر من هو:
قال ابن عباس: كان قينا بمكة اسمه بلعام وكان نصرانيا يسمى اللسان وكان المشركون يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليه ويخرج منه فقالوا: إنما يعلمه بلعام، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال عكرمة وقتادة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقري غلاما لبني المغيرة يقال له يعيش وكان يقرأ الكتب، (فقالوا): إنما يعلمه يعيش فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال الفراء: قال المشركون إنما يتعلم محمد عن مملوك كان لحويطب بن عبد العزى وكان قد أسلم فحسن إسلامه وكان أعجمي فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن إسحاق: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني كثيرا ما يجلس عند المروة إلى غلام رومي نصراني، يقال له: خير، عبد لبعض بني الحضرمي وكان يقرأ الكتب.
وقال المشركون: والله ما يعلم محمدا كثيرا ما يأتي به إلا خير النصراني، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال طلحة بن عمر: بلغني أن خديجة خ كانت تختلف إلى خير فكانت قريش تقول: إن عبد بني الحضرمي يعلم خديجة وخديجة، تعلم محمدا فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال عبيد الله بن مسلم الحضرمي: كان لنا عبدان من أهل (عين التمر) يقال لأحدهما
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»