تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٦١
" * (يومئذ يتبعون الداعي) *) الذي يدعوهم إلى موقف القيامة وهو إسرافيل " * (لا عوج له) *) أي لدعاته، وقال أكثر العلماء: هو من المقلوب أي لا حرج لهم عن دعاته، لا يزيغون عنه، بل يتبعونه سراعا.
" * (وخشعت) *) وسكنت " * (الاصوات للرحمن) *) فوصف الأصوات بالخشوع والمعنى لأهلها " * (فلا تسمع إلا همسا) *) يعني وطء الأقدام ونقلها إلى المحشر، وأصله الصوت الخفي، يقال: همس فلان بحديثه إذا أسره وأخفاه، قال الراجز:
وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننك لميسا يعني بالهمس صوت أخفاف الإبل.
وقال مجاهد: هو تخافت الكلام وخفض الصوت.
" * (يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمان) *) في الشفاعة " * (ورضي له قولا) *) أي ورضي قوله.
" * (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) *) الكناية مردودة إلى الذين يتبعون الداعي.
" * (ولا يحيطون به علما) *) لا يدركونه ولا يعلمون ما هو صانع بهم.
" * (وعنت الوجوه للحى القيوم) *) أي ذلت وخضعت واستسلمت، ومنه قيل للأسير عان، وقال أمية بن أبي الصلت:
مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه وتسجد وقال طلق بن حبيب: هو السجود.
" * (وقد خاب) *) خسر " * (من حمل ظلما) *) شركا.
" * (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف) *) قرأ ابن كثير على النهي جوابا لقوله " * (ومن يعمل من الصالحات) *) والباقون: فلا يخاف على الخبر. " * (ظلما ولا هضما) *).
قال ابن عباس: لا يخاف أن يزاد عليه في سيئاته ولا ينقص من حسناته.
الحسن وأبو العالية: لا ينقص من ثواب حسناته شيئا ولا يحمل عليه ذنب مسيء.
الضحاك: لا يؤخذ بذنب لم يعمله ولا يبطل حسنة عملها. وأصل الهضم: النقص والكسر يقال: هضمت لك من حقك أي حططت، وهضم الطعام، وامرأة هضيم الكشح أي ضامرة البطن
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»