تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢١٥
الذي ولدت؟ فأتي به فقال له جريح: من أبوك؟ قال: أبي فلان الراعي، فابرأ الله سبحانه جريحا وأعظمه الناس، وقالوا: نبني لك ديرك بالذهب والفضة قال: لا ولكن أعيدوه كما كان، ثم علاه.
وأما ولد صاحبة الأخدود فسنذكرها في موضعها إن شاء الله.
" * (آتاني الكتاب) *) يعني يؤتيني الكتاب لفظه ماض ومعناه مستقبل، وقيل: إنه أخبر عما كتب له في اللوح المحفوظ كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم متى كتبت نبيا؟ قال: (كتبت نبيا وآدم بين الروح والجسد).
وقيل: معناه علمني وألهمني التوراة في بطن أمي.
" * (وجعلني نبيا وجعلني مباركا) *) معلما للخير " * (أين ما كنت) *) وقيل: مباركا على من اتبع ديني وأمري " * (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا) *) أي وجعلني برا " * (بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا) *).
أخبرنا شعيب بن محمد البيهقي وعبد الله بن حامد قالا: أخبرنا مكي بن عبدان، قال: حدثنا أحمد بن الأزهر قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا ان امرأة رأت عيسى ابن مريم يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص في آيات أذن الله له فيهن فقالت: طوبى للبطن الذي حملك والثدي الذي أرضعت به، فقال ابن مريم يجيبها: طوبى لمن تلا كتاب الله واتبع ما فيه ولم يكن جبارا شقيا، وكان يقول: سلوني فإن قلبي لين وإني صغير في نفسي، مما أعطاه الله سبحانه من التواضع.
" * (والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ذلك عيسى ابن مريم قول الحق) *) يعني هو قول الحق، وقيل: رفع على التكرير يعني ذلك عيسى ابن مريم وذلك قول الحق، وقيل: هو نعت لعيسى يعني ذلك عيسى بن مريم كلمة الله، والحق هو الله سبحانه.
وقرأ عاصم وابن عامر ويعقوب قول بالنصب يعني قال قول الحق " * (الذي فيه يمترون) *) يشكون ويقولون غير الحق، فقالت اليهود: ساحر كذاب، وقالت النصارى: ابن الله وثالث ثلاثة، ثم كذبهم فقال: " * (ما كان لله أن يتخذ من ولد) *) أي ما كان من صفته اتخاذ الولد، وقيل: اللام منقولة يعني ما كان الله ليتخذ من ولد " * (سبحانه) *) نزه نفسه " * (إذا قضى أمرا) *) كان في علمه " * (فإنما يقول له كن فيكون وإن الله) *) يعني وقضى أن الله، وقرأ أهل الكوفة إن الله
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»