تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢١٢
والتخفيف على الحذف.
" * (رطبا جنيا) *) غصنا رطبا ساعة جني.
وقال الربيع بن خيثم: ما للنفساء عندي خير من الرطب ولا للمريض من العسل.
وقال عمرو بن ميمون: ما أدري للمرأة إذا عسر عليها ولدها خير من الرطب لقول الله سبحانه " * (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) *).
وقالت عائشة خ: إن من السنة أن يمضغ التمر ويدلك به فم المولود، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمضغ التمر ويحنك به أولاد الصحابة.
" * (فكلي) *) يا مريم من الرطب " * (واشربي) *) من النهر " * (وقري عينا) *) وطيبي نفسا " * (فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمان صوما) *) أي صمتا ولذلك كان بقراءة ابن مسعود وأنس والصوم في اللغة هو الإمساك عن الطعام والكلام، وفي الآية اختصار " * (فإما ترين من البشر أحدا) *) فسألك عن ولدك أو لامك عليه " * (فقولي إنى نذرت للرحمان صوما) *) يقال: إن الله أمرها أن تقول هذا إشارة ويقال: أمرها أن تقوله نطقا ثم تمسك عن الكلام بعد هذا.
" * (فلن أكلم اليوم إنسيا) *) يقال: كانت تكلم الملائكة ولا تكلم الإنس.
" * (فأتت به قومها تحمله) *) قال الكلبي: احتمل يوسف النجار مريم وابنها عيسى (عليه السلام) إلى غار فأدخلهما فيه أربعين يوما حتى تعالت من نفاسها ثم جاء بها " * (فأتت) *) مريم " * (به) *) بعيسى تحمله بعد أربعين يوما، فكلمها عيسى في الطريق فقال: يا أماه أبشري فإني عبد الله ومسيحه، فلما دخلت على أهلها ومعها الصبي بكوا وحزنوا، وكانوا أهل بيت صالحين.
" * (قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا) *) فظيعا منكرا عظيما، قال أبو عبيدة: كل من عجب أو عمل فهو فري، قال النبي صلى الله عليه وسلم في عمر ح: (فلم أر عبقريا يفري فريه) أي يعمل عمله، قال الراجز:
قد أطعمتني دقلا حوليا مسوسا مدودا حجريا قد كنت تفرين به الفريا.
أي كنت تكثيرن فيه القول وتعظمينه.
" * (يا أخت هارون) *) قال النبي صلى الله عليه وسلم (انما عنوا هارون النبي أخا موسى لأنها كانت من نسله).
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»