تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢١٩
" * (وكان يأمر أهله) *) يعني قومه وكذلك هو في حرف ابن مسعود " * (بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) *) صالحا زاكيا.
2 (* (واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا * ورفعناه مكانا عليا * أولائك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية ءادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسراءيل وممن هدينا واجتبينآ إذا تتلى عليهم ءايات الرحمان خروا سجدا وبكيا * فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلواة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * إلا من تاب وءامن وعمل صالحا فأولائك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا * جنات عدن التى وعد الرحمان عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا * لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا * وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذالك وما كان ربك نسيا * رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا * ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا * أولا يذكر إلإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا * فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا * ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمان عتيا * ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا) *) 2 " * (واذكر في الكتاب إدريس) *) وهو جد أبي نوح، فسمي إدريس لكثرة درسه الكتب، واسمه أخنوخ وكان خياطا، وهو أول من كتب بالقلم وأول من خاط الثياب ولبس المخيط وأول من تكلم في علم النجوم والحساب " * (إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا) *) يعني الجنة.
وقال الضحاك: رفع إلى السماء السادسة، وقيل: الرابعة.
أخبرنا عبد الله بن حامد الأصبهاني وشعيب بن محمد البيهقي قالا: أخبرنا مكي بن عبدان التميمي قال: حدثنا أحمد بن الأزهر قال: حدثنا روح قال: حدثنا سعيد عن قتادة في قوله " * (ورفعناه مكانا عليا) *) قال: حدثنا أنس بن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء قال: (أتيت على إدريس في السماء: الرابعة)...
وكان سبب رفعه على ما قاله ابن عباس وكعب وغيرهما أنه سار ذات يوم في حاجة فأصابه وهج الشمس فقال: يا رب أنا مشيت يوما فكيف بمن يحملها خمسمائة عام في يوم واحد؟ اللهم خفف عنه من ثقلها واحمل عنه حرها، فلما أصبح الملك وجد من خفة الشمس وحرها ما لا يعرف، فقال: يا رب خلقتني لحمل الشمس فما الذي قضيت فيه؟ قال: أما إن عبدي إدريس سألني أن اخفف عنك حملها وحرها فأجبته، فقال: يا رب اجمع بيني وبينه واجعل بيني وبينه
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»