تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٢١
" * (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح) *) في السفينة " * (ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا) *) إلى الإسلام " * (واجتبينا) *) على الأنام " * (إذا تتلى عليهم آيات الرحمان) *) يعني القرآن " * (خروا سجدا وبكيا) *) جمع باك تقديره من الفعل فعول مثل ساجد وسجود وراكع وركوع وقاعد وقعود، جمع على لفظ المصدر، نزلت في مؤمني أهل الكتاب، عبد الله سلام وأصحابه.
" * (فخلف من بعدهم) *) يعيني من بعد النبيين المذكورين " * (خلف) *) وهم قوم سوء، والخلف بالفتح الصالح، والخلف بالحزم الطالح، والخلف بسكون اللام الرديء من كل شيء، وهم في هذه الآية اليهود ومن لحق بهم. وقال مجاهد وقتادة: في هذه الأمة.
" * (أضاعوا الصلاة) *) أي تركوا الصلوات المفروضة، قال ابن مسعود وإبراهيم والقاسم بن مخيمرة: أخروها عن مواقيتها وصلوها بغير وقتها.
وقال قرة بن خالد: استبطأ الضحاك مرة امتراء في صلاة العصر حتى كادت الشمس تغرب فقرأ هذه الآية " * (أضاعوا الصلاة) *) ثم قال: والله لئن أدعها أحب إلى من أن اضيعها، وقرأ الحسن: أضاعوا الصلوات " * (واتبعوا الشهوات) *) قال مقاتل: استحلو نكاح الأخت من الأب، وقال الكلبي: يعني اللذات و شرب الخمر وغيره، قال مجاهد: هذا عند اقتراب الساعة وذهاب صالحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينزو بعضهم على بعض في السكك والأزقة زناة.
وروى أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال: يكون خلف من بعد ستين سنة " * (أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) *) الآية.
وقال على بن أبي طالب: (هذا إذا بني المشيد وركب المنظور ولبس المشهور)، وقال وهب: فخلف من بعدهم خلف شرابون للقهوات، لعابون بالكعبات، ركابون للشهوات، متبعون للذات، تاركون للجمعات، مضيعون للصلوات، وقال كعب: يظهر في آخر الزمان أقوام بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس، ثم قرأ " * (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) *).
" * (فسوف يلقون غيا) *) قال عبد الله بن مسعود: الغي نار في جهنم، وقال ابن عباس: الغى واد في جهنم وإن أودية جهنم لتستعيذ من حرها، أعد ذلك الوادي للزاني المصر عليه، ولشارب الخمر المدمن عليها، ولآكل الربا الذي لا ينزع عنه، ولأهل العقوق، ولشاهد الزور
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»