تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٩
" * (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون أفأمن الذين مكروا السيئات) *) يعني نمرود بن كنعان وغيره من الكفار وأهل الأوثان " * (أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم) *) العقاب " * (في تقلبهم) *) تصرفهم في أسفارهم بالليل والنهار " * (فما هم بمعجزين) *) مسابقي الله " * (أو يأخذهم على تخوف) *).
قال الضحاك والكلبي: " * (أو يأخذهم على تخوف) *) يعني يأخذ طائفة ويدع فتخاف الطائفة الباقية أن ينزل بها ما نزل بصاحبتها.
وقال سائر المفسرين: التخوف: التنقص، يعني ينقص من أطرافهم ونواصيهم الشيء بهذا الشيء حتى يهلك جميعهم.
يقال: تخوف مال فلان الإنفاق، إذا انتقصه وأخذه من حافاته وأطرافه.
وقال الهيثم بن عدي: هي لغة لازد شنوءة، وأنشد:
تخوف عدوهم مالي وأهدى سلاسل في الحلوق لها صليل قال سعيد بن المسيب: بينما عمر بن الخطاب (ح) على المنبر فقال: يا أيها الناس ما تقولون في قول الله: " * (أو يأخذهم على تخوف) *) فسكت الناس، فقام شيخ فقال: يا أمير المؤمنين هذه لغتنا في هذيل، التخوف: التنقص، فقال عمر: وهل تعرف العرب ذلك في أشعارهم قال: نعم، قال شاعرنا أبو كبير الهذلي: (يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد تمكه واكتنازه).
تخوف السير منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن فقال عمر:
يا أيها الناس عليكم بديوانكم الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم " * (فإن ربكم لرؤوف رحيم) *) يعني لم يعجل العقوبة " * (أو لم يروا) *) قرأ حمزة والكسائي وخلف ويحيى والأعمش: (تروا) بالتاء على الخطاب، وقرأ الآخرون بالياء خبرا عن الذين مكروا السيئات وهو اختيار الأئمة
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»