تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٨٢
* (إنا جعلنا في أعنقهم أغللا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون) * [آية: 8] وذلك أن أبا جهل بن هشام حلف لئن رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليدمغنه، فأتاه أبو جهل وهو يصلي ومعه الحجر فرفع الحجر ليدفع النبي صلى الله عليه وسلم فيبست يده والتصق الحجر بيده فلما رجع إلى أصحابه خلصوا يده فسألوه فأخبرهم بأمر الحجر، فقال رجل آخر من بني المغيرة المخزومي: أنا قتله، فأخذ الحجر، فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم طمس الله عز وجل على بصره فلم ير النبي صلى الله عليه وسلم وسمع قراءته فرجع إلى أصحابه فلم يبصرهم حتى نادوه.
فذلك قوله عز وجل: * (وجعلنا من بين أيديهم سدا) * حين لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم * (ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) * [آية: 9] حين لم ير أصحابه فسألوه ما صنعت، فقال: لقد سمعت قراءته وما رأيته.
فأنزل الله عز وجل في أبي جهل: * (إنا جعلنا في أعناقهم أغللا فهي إلى الأذقان) * يعني بالأذقان الحنك فوق الغلصمه، يقول رددنا أيديهم في أعناقهم فهم مقحمون يعني أن يجمع يديه إلى عنقه، وأنزل الله عز وجل في الرجل الآخر: * (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا) * يعني ظلمة فلم ير النبي صلى الله عليه وسلم ومن خلفهم سدا فلم ير أصحابه، الآية وكان معهم الوليد بن المغيرة.
* (وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم) * يا محمد * (لا يؤمنون) * [آية: 10] بالقرآن بأنه من الله عز وجل فلم يؤمن أحد من أولئك الرهط من بني مخزوم.
تفسير سورة يس من الآية (11) وإلى الآية (15).
ثم نزل في أبي جهل: * (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) *) [العلق: 9 - 10]، ثم قال جل وعز: * (إنما تنذر من اتبع الذكر) * القرآن * (وخشي الرحمن) * وخشي عذاب الرحمن * (بالغيب) * ولم يره * (فبشره بمغفرة) * لذنوبهم * (وأجر كريم) * [آية: 11] وجزاء حسنا في الجنة.
* (إنا نحن نحي الموتى) * في الآخرة * (ونكتب ما قدموا) * في الدنيا في حياتهم
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»