تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥٢٤
ثم نعتهم، فقال عز وجل: * (الذين صبروا) * على الهجرة * (وعلى ربهم يتوكلون) * [آية:
59] يعنى وبالله يثقون في هجرتهم، وذلك أن أحدهم كان يقول: بمكة أهاجر إلى المدينة وليس لي بها مال، ولا معيشة.
فوعظهم الله ليعتبروا، فقال: * (وكأين) * يعنى وكم * (من دابة) * في الأرض أو طير * (لا تحمل) * يعنى لا ترفع * (رزقها) * معها * (الله يرزقها) * حيث توجهت * (وإياكم) * يعنى يرزقكم إن هاجرتم إلى المدينة * (وهو السميع العليم) * [آية: 60] لقولهم: إنا لا نجد ما ننفق في المدينة.
ثم قال عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم: * (ولئن سألتهم) * يعنى ولئن سألت كفار مكة * (من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله) * وحده خلقهم * (فأنى يؤفكون) * [آية:
61] يعنى عز وجل من أين تكذبون يعنى بتوحيدي.
ثم رجع إلى الذين رغبهم في الهجرة، والذين قالوا: لا نجد ما ننفق، فقال عز وجل:
* (الله يبسط) * يعنى يوسع * (الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له) * يعنى ويقتر على من يشاء * (إن الله بكل شيء عليم) * [آية: 62] من البسط على من يشاء، والتقتير عليه.
* (ولئن سألتهم) * يعنى كفار مكة * (من نزل من السماء ماء) * يعنى المطر، * (فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله) * يفعل ذلك * (قل الحمد لله) * بإقرارهم بذلك * (بل أكثرهم لا يعقلون) * [آية: 63] بتوحيد ربهم، وهم مقرون بأن الله عز وجل خلق الأشياء كلها وحده.
تفسير سورة القصص من الآية: [64 - 69].
(٥٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 » »»