تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥٢٣
* (ويستعجلونك بالعذاب) * استهزاء وتكذيبا به، ونزلت في النضر بن الحارث، حيث قال: * (فأمطر علينا) * في الدنيا * (حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) * [الأنفال: 32] يقول: ذلك استهزاء وتكذيبا، فنزلت فيه: * (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى) * في الآخرة * (لجاءهم العذاب) * الذين استعجلوه في الدنيا، * (وليأتينهم) * العذاب في الآخرة * (بغتة) * يعنى فجأة * (وهم لا يشعرون) * [آية: 53] يعنى، يعلمون به حتى ينزل بهم العذاب.
ثم قال سبحانه: * (يستعجلونك بالعذاب) * يعنى النضر بن الحارث، * (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) * [آية: 54]، ثم أخبر بمنازلهم يوم القيامة، فقال تعالى: * (يوم يغشاهم العذاب) * وهم في النار * (من فوقهم ومن تحت أرجلهم) * يعنى بذلك لهم من فوقهم ظل من النار ومن تحتهم ظلل، يعنى بين طبقتين من نار، * (ويقول) * لهم الخزنة * (ذوقوا) * جزاء * (ما كنتم تعملون) * [آية: 55] من الكفر والتكذيب.
تفسير سورة القصص من الآية: [56 - 63].
* (يا عبادي الذين ءامنوا) * نزلت في ضعفاء مسلمي أهل مكة إن كنتم في ضيق بمكة من إظهار الإيمان، ف * (إن أرضي) * يعنى أرض الله بالمدينة * (واسعة) * من الضيق * (فإياي فاعبدون) * [آية: 56] يعنى فوحدوني بالمدينة علانية ثم خوفهم الموت ليهاجروا، فقال تعالى: * (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) * [آية: 57] في الآخرة بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم.
ثم ذكر المهاجرين، فقال سبحانه: * (والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لتبوئنهم) * يعنى لننزلنهم * (من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) * لا تموتون في الجنة * (نعم أجر) * يعنى جزاء * (العاملين) * [آية: 58] لله عز وجل.
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 » »»