تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥١٧
ويعقوب، عليهم السلام، * (والكتاب) *، يعنى صحف إبراهيم، * (وآتيناه أجره) *، يعنى أعطيناه جزاءه، * (في الدنيا) *، يعنى الثناء الحسن، والمقالة الحسنة من أهل الأديان كلها؛ لمضيه على رضوان الله حين ألقى في النار، وكسر الأصنام، ومضيه على ذبح ابنه، فجميع أهل الأديان يقولون: إبراهيم منا لا يتبرأ منه أحد، * (وإنه) *، يعنى إبراهيم * (في الآخرة لمن الصالحين) * [آية: 27]، نظيرها في النحل.
* (ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة) *، يعنى المعصية، يعنى إتيان الرجال في أدبارهم ليلا، * (ما سبقكم بها من أحد من العالمين) * [آية:
28]، فيما مضى قبلكم، وكانوا لا يأتون إلا الغرباء.
ثم قال عز وجل: * (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل) *، يعنى المسافر، وذلك أنهم إذا جلسوا في ناديهم، يعنى في مجالسهم رموا ابن السبيل بالحجارة والخذف، فيقطعون سبيل المسافر، فذلك قوله عز وجل: * (وتأتون في ناديكم المنكر) * يعنى في مجالسكم المنكر، يعنى الحذف بالحجارة، * (فما كان جواب قومه) *، أي قوم لوط، عليه السلام، حين نهاهم عن الفاحشة والمنكر، * (إلا أن قالوا) * للوط، عليه السلام: * (ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) * [آية: 29]، يعنى بأن العذاب نازل بهم في الدنيا.
فدعا لوط ربه عز وجل، ف * (قال رب انصرني على القوم المفسدين) * [آية:
30]، يعنى العاصين، يعنى بالفساد إتيان الرجال في أدبارهم، يقول: رب انصرني بتحقيق قولي في العذاب عليهم بما كذبون، يعنى بتكذيبهم إياي حين قالوا: إن العذاب ليس بنازل بهم في الدنيا، فأهلكهم الله عز وجل بالخسف والحصب، وكان لوط، عليه السلام، قد أنذرهم العذاب، فذلك قوله: * (ولقد أنذرهم بطشتنا) * [القمر: 36]، يعنى عذابنا.
* (ولما جاءت رسلنا) *، يعنى الملائكة، * (إبراهيم بالبشرى) * بالولد، * (قالوا) * لإبراهيم: * (إنا مهلكوا أهل هذه القرية) *، يعنون قرية لوط، * (إن أهلها كانوا ظالمين) * [آية: 31].
* (قال إن فيها لوطا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله) *، يعنى لوطا، ثم استثنى، فقال: * (إلا امرأته كانت من الغابرين) * [آية: 32]، يعنى الباقين في العذاب.
(٥١٧)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»