تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٤٢٠
* (وقطعناهم) *، يعني فرقناهم، * (اثنتي عشرة أسباطا أمما) *، يعني فرقا، * (وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه) * في التيه، * (أن اضرب بعصاك الحجر) *، ففعل وكان من الطور، * (فانبجست) *، يعني فانفجرت من الحجر، * (منه اثنتا عشرة عينا) * ماء باردا فراتا رواء بإذن الله، وكان الحجر خفيفا، كل سبط من بني إسرائيل لهم عين تجري لا يخالطهم غيرهم فيها، فذلك قوله: * (قد علم كل أناس مشربهم) *، يعني كل سبط مشربهم، * (وظللنا عليهم الغمام) * بالنهار، يعني سحابة بيضاء ليس فيها ماء تقيهم من حر الشمس وهم في التيه، * (وأنزلنا عليهم المن) *، يعني النرنجين، * (والسلوى) * طيرا أحمر يشبه السمان، * (كلوا من طيبات) *، يعني من حلال، * (ما رزقناكم) * من المن والسلوى، ولا تطغوا فيه، يعني لا ترفعوا منه لغد، فرفعوا وقددوا فدود عليهم، يقول الله: * (وما ظلمونا) *، يعني وما ضرونا، يعني وما نقصونا حين رفعوا وقددوا ودود عليهم، * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * [آية:
160]، يعني يضرون وينقصون.
* (و) * اذكر * (وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية) *، بيت المقدس، * (وكلوا منها حيث شئتم وقولوا) * أمرنا * (حطة وادخلوا الباب) *، أي باب القرية، * (سجدا) * سجود انحناء، * (نغفر) * بالنون والتاء مبنيا للمفعول، * (لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين) * [آية: 161] بالطاعة ثوابا.
* (فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم) *، فقالوا: حبة في شعره، ودخلوا يزحفون على استاهم، * (فأرسلنا عليهم رجزا) * عذابا * (من السماء بما كانوا يظلمون) * [آية: 162].
* (وسئلهم عن القرية) *، اسمها أيلة، على مسيرة يومين من البحر بين المدينة والشام، مسخوا على عهد داود، عليه السلام، قردة، يعني اليهود، وإنما أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يسألهم: أمسخ الله منكم قردة وخنازير؟ لأنهم قالوا: إنا أبناء الله وأحباؤه، وإن الله لا يعذبنا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأنا من سبط خليله إبراهيم، ومن سبط إسرائيل، وهو بكر نبيه، ومن سبط كليم الله موسى، ومن سبط ولده عزير، فنحن من أولادهم، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: * (وسئلهم عن القرية) * * (التي كانت حاضرة البحر) *، إما عذبهم الله بذنوبهم.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»