تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٣٣١
وثانيهما: أن المن - لو كان هناك من - إنما هو بالايمان دون الاسلام، واليه الإشارة بتبديل الاسلام من الايمان.
قوله تعالى: (إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون) ختم للسورة وتأكيد يعلل ويؤكد به جميع ما تقدم في السورة من النواهي والأوامر وما بين فيها من الحقائق وما أخبر فيها عن إيمان قوم وعدم إيمان آخرين فالآية تعلل بمضمونها جميع ذلك.
والمراد بغيب السماوات والأرض ما فيها من الغيب أو الأعم مما فيهما ومن الخارج منهما.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم) قال: نزلت في قوم من بني تميم استهزؤا من بلال وسلمان وعمار وخباب وصهيب وابن فهيرة وسالم مولى أبي حذيفة.
وفي المجمع: نزل قوله: (لا يسخر قوم من قوم) في ثابت بن قيس بن شماس وكان في أذنه وقر وكان إذا دخل المسجد تفسحوا له حتى يقعد عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسمع ما يقول.
فدخل المسجد يوما والناس قد فرغوا من الصلاة وأخذوا مكانهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول: تفسحوا تفسحوا حتى انتهى إلى رجل فقال له: أصبت مجلسا فاجلس فجلس خلفه مغضبا فلما انجلت الظلمة قال: من هذا؟ قال الرجل: أنا فلان فقال ثابت: ابن فلانة ذكر أما له كان يعير بها في الجاهلية فنكس الرجل رأسه حياء فنزلت الآية. عن ابن عباس.
وفيه: وقوله: (ولا نساء من نساء) نزل في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم سخرن من أم سلمة. عن أنس. وذلك أنها ربطت حقويها بسبيبة وهي ثوب أبيض وسدلت طرفيها خلفها فكانت تجره فقالت عائشة لحفصة: انظري ماذا تجر خلفها كأنه لسان كلب
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست