تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٩٤
الله صلى الله عليه وآله وسلم: قفوا فوقف الناس فقال اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها وشر ما فيها. أقدموا بسم الله.
وعن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: إلا بسمعنا من هنيهاتك وكان عامر رجلا شاعرا فجعل يقول:
لا هم لولا أنت ما حجينا * ولا تصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اقتنينا * وثبت الاقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا * إنا إذا صيح بنا أتينا وبالصياح عولوا علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من هذا السائق؟ قالوا: عامر. قال: يرحمه الله. قال عمر وهو على جمل له وجيب (1): يا رسول الله لولا أمتعتنا به، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما استغفر لرجل قط يخصه إلا استشهد قالوا: فلما جد الحرب وتصاف القوم خرج يهودي وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فبرز إليه عامر وهو يقول:
قد علمت خيبر أني عامر * شاكي السلاح بطل مغامر فاختلفا ضربتين فوقع سيف اليهودي في ترس عمر وكان سيف عامر فيه قصر فتناول به ساق اليهودي ليضربه فرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر فمات منه.
قال سلمة: فإذا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولون: بطل عمل عامر قتل نفسه. قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أبكي فقلت: قالوا: إن عامرا بطل عمله،

(1) وجب البعير أعيى، ووجب برك وضرب بنفسه الأرض.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست