تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ١١٢
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: (ولا يكاد يبين) قال: لم يبين الكلام.
وفي التوحيد بإسناده إلى أحمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (فلما آسفونا انتقمنا منهم) قال: إن الله لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون - وهم مخلوقون مدبرون فجعل رضاهم لنفسه رضى وسخطهم لنفسه سخطا وذلك لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه فلذلك صاروا كذلك.
وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه ولكن هذا معنى ما قال من ذلك، وقد قال أيضا من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها، وقال أيضا:
(من يطع الرسول فقد أطاع الله) وقال أيضا: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك، وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك.
ولو كان يصل إلى المكون الأسف والضجر وهو الذي أحدثهما وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول: ان المكون يبيد يوما لأنه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغيير فإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة، ولو كان ذلك كذلك لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور ولا الخالق من المخلوقين تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا.
هو الخالق للأشياء لا لحاجة فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه فافهم ذلك إن شاء الله.
أقول: وروى مثله في الكافي بإسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عنه عليه السلام.
* * * ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون - 57.
وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست