تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٧٤
[وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا (157)] وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله: يعني رسول الله بزعمه.
ويحتمل أنهم قالوه استهزاء، ونظيره " إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون " (1) وأن يكون استئنافا من الله بمدحه، أو وصفا للذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح.
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم: قد مضى ذكر هذه القصة في سورة آل عمران عند قوله تعالى: " إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي " (2).
قيل: إنما ذمهم الله بما دل عليه الكلام من جرأتهم على الله وقصدهم قتل نبيه المؤيد بالمعجزات القاهرة وتبجحهم (3) به، لا لقولهم هذا على حسب حسابهم (4).
والظاهر أن ذمهم لجرأتهم وقولهم كليهما.
و " شبه " مسند إلى الجار والمجرور، وكأنه قيل: ولكن وقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول، أو إلى الامر، أو إلى ضمير المقتول، لدلالة " إنا قتلنا " على أن ثمة مقتولا.
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى سدير الصير في عن أبي

(١) الشعراء: ٢٧.
(٢) آل عمران: ٥٥.
(٣) بجح في حديث أم زرع (وبجحني فبجحت) أي فرحني ففرحت (النهاية لابن الأثير: ج 1 ص 96.
لغة بجح).
(4) أي لم يذمهم الله تعالى لمجرد قولهم المذكور، إذ هو مطابق ظنهم، أوليس قصدهم الكذب حتى يذموا، بل ذمهم باعتبار ما يستفاد من كلامهم من التبجح والسرور بقتله (من حاشية الكازروني على تفسير البيضاوي).
(٦٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 669 670 671 672 673 674 675 676 677 678 679 ... » »»
الفهرست