تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٧٦
[بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما (158) وإن من أهل الكتب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا (159)] عيسى، فأين صاحبنا؟ فقال بعضهم: الوجه وجه عيسى والبدن بدن صاحبنا، وقال من سمع منه إن الله يرفعني إلى السماء: إنه رفعه إلى السماء، فقال قوم: صلب الناسوت وصعد اللاهوت (1).
لفى شك منه: لفي تردد. والشك كما يطلق على ما لا يترجح أحد طرفيه، يطلق على مطلق التردد وعلى ما يقابل العلم، ولذلك أكده بقوله:
مالهم به من علم إلا اتباع الظن: استثناء منقطع، أي ولكنهم يتبعون الظن.
ويجوز أن يفسر الشك بالجهل، والعلم بالاعتقاد الذي يسكن إليه النفس جزما كان أو غيره، فيتصل الاستثناء.
وما قتلوه يقينا: أي وما قتلوه قتلا يقينا، أو ما قتلوه متيقنين كما ادعوا ذلك في قولهم: " إن قتلنا المسيح " أو يجعل " يقينا " تأكيدا لقوله: " وما قتلوه " كقولك: وما قتلوه حقا، أي حق انتفاء قتله حقا، وقيل: هو من قولهم: قتلت الشئ علماء إذا بالغ فيه علمك. وفيه تهكم، لأنه إذا نفي عنهم العلم نفيا كليا بحرف الاستغراق ثم قيل: وما علموه علم يقين وإحاطة، لم يكن إلا تهكما بهم.
بل رفعه الله إليه: رد وإنكار لقتله، وإثبات لرفعه.
وفي من لا يحضره الفقيه: عن زيد بن علي، عن أبيه سيد العابدين (عليه السلام)، حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام): وإن لله (تبارك وتعالى) بقاعا في سماواته، فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله يقول:

(1) نقله البيضاوي: ج 1 ص 255 في تفسيره لآية 157 من سورة النساء.
(٦٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 671 672 673 674 675 676 677 678 679 680 681 ... » »»
الفهرست