تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٨٢
ما استطعتم " (1) وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) (2).
وفي كتاب معاني الأخبار: بإسناده إلى أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " اتقوا الله حق تقاته "؟ قال: يطاع ولا يعصى، ويذكر ولا ينسى، ويشكر ولا يكفر (3).
ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون: أي ولا تكونن على حال سوى حال الاسلام إذا أدرككم الموت.
فإن النهي عن المقيد بحال وغيرها، قد يتوجه بالذات نحو الفعل تارة والقيد أخرى، وقد يتوجه نحو المجموع، وكذلك النفي.
وفي مجمع البيان: وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) " وأنتم مسلمون " بالتشديد، ومعناه مستسلمون لما أتى النبي (صلى الله عليه وآله) به ومنقادون له (4).
وفي تفسير العياشي: عن الحسين بن خالد قال: قال أبو الحسن الأول (عليه السلام) لبعض أصحابه: كيف تقرأ هذه الآية؟ " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ما ذا؟ قلت: " مسلمون " فقال: سبحان الله يوقع عليهم الايمان فيسميهم مؤمنين، ثم يسألهم الاسلام، والايمان فوق الاسلام؟
قلت: هكذا يقرأ في قراءة زيد، قال: إنما هي في قراءة علي (عليه السلام) وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله)، إلا وأنتم مسلمون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم الامام من بعده (5).
وفي كتاب المناقب لابن شهرآشوب: عن الباقر (عليه السلام) في قراءة علي (عليه السلام) وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله)،

(١) التغابن: ١٦.
(٢) مجمع البيان: ج ٢ ص ٤٨٢ في تفسيره لقوله تعالى: " اتقوا لله حق تقاته ".
(٣) معاني الأخبار: ص ٢٤٠ باب معنى اتقاء الله حق تقاته، ح ١.
(٤) مجمع البيان: ج ٢ ص ٤٨٢ في تفسيره لقوله تعالى: " ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ".
(٥) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٩٣ ح 119.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست