إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٦٩
يكون هو على هذه القراءة ضمير اسم الله لاستحالة ذلك في المعنى، والجملة صفة لوجهة، وقرئ في الشاذ " ولكل وجهة " بإضافة كل لوجهة، فعلى هذا تكون اللام زائدة، والتقدير: كل وجهة الله موليها أهلها، وحسن زيادة اللام تقدم المفعول وكون العامل اسم فاعل (أينما) ظرف ل‍ (تكونوا).
قوله تعالى (ومن حيث خرجت) حيث هنا لا تكون شرطا لأنه ليس معها ما، وإنما يشترط بها مع ما، فعلى هذا يتعلق من بقوله (فول)، و (إنه للحق) الهاء ضمير التولي.
قوله تعالى (وحيثما كنتم) يجوز أن يكون شرطا وغير شرط كما ذكرنا في الموضع الأول (لئلا) اللام متعلقة بمحذوف تقديره: فعلنا ذلك لئلا، و (حجة) اسم كان، والخبر للناس، وعليكم صفة الحجة في الأصل قدمت فانتصبت على الحال ولا يجوز أن يتعلق بالحجة لئلا تتقدم صلة المصدر عليه (إلا الذين ظلموا منهم) استثناء من غير الأول، لأنه لم يكن لأحد ما عليهم حجة (ولأتم) هذه اللام معطوفة على اللام الأولى (عليكم) متعلق بأتم، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون حالا من نعمتي.
قوله تعالى (كما) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف تقديره: تهتدون هداية كإرسالنا أو إتماما كإرسالنا أو نعمة كإرسالنا، وقال جماعة من المحققين التقدير فاذكروني كما أرسلنا، فعلى هذا يكون منصوبا صفة للذكر: أي ذكرا مثل إرسالي ولم تمنع الفاء من ذلك كما لم تمنع في باب الشرط، وما مصدرية.
قوله تعالى (أموات) جمع على معنى من، وأفرد يقتل على لفظ من ولو جاء ميت كان فصيحا، وهو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هم أموات (بل أحياء) أي بل قولوا هم أحياء، ولن يقتل في سبيل الله أموات في موضع نصب بقوله: ولا تقولوا لأنه محكى، وبل لا تدخل في الحكاية هنا (ولكن لا تشعرون) المفعول هنا محذوف تقديره ، لا تشعرون بحياتها.
قوله تعالى (ولنبلونكم) جواب قسم محذوف، والفعل المضارع يبنى مع نوني التوكيد، وحركت الواو بالفتحة لخفتها (من الخوف) في موضع جر صفة لشئ (من الأموال) في موضع نصب صفة لمحذوف تقديره: ونقص شيئا من الأموال، لأن النقص مصدر نقصت، وهو متعد إلى مفعول، وقد حذف المفعول،
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست