إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٢٥١
ويجوز أن يكون مستأنفا، ويقرأ بالنون والياء، وكذلك في نشاء والمعنى ظاهر، (درجات) يقرأ بالإضافة وهو مفعول نرفع، ورفع درجة الإنسان رفع له، ويقرأ بالتنوين، و (من) على هذا مفعول نرفع، ودرجات ظرف أو حرف الجر محذوف منها: أي إلى درجات.
قوله تعالى (كلا هدينا) كلا منصوب بهدينا، والتقدير: كلا منهما (ونوحا هدينا) أي وهدينا نوحا، والهاء في (ذريته) تعود على نوح والمذكورون بعده من الأنبياء ذرية نوح، والتقدير: وهدينا من ذريته هؤلاء، وقيل تعود على إبراهيم:
وهذا ضعيف لأن من جملتهم لوطا وليس من ذرية إبراهيم (وكذلك نجزى) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف: أي ونجزى المحسنين جزاء مثل ذلك، وأما (عيسى) فقيل هو أعجمي لا يعرف له اشتقاق، وقيل هو مشتق من التعيش وهو البياض، وقيل من العيس وهو ماء الفحل، وقيل هو من عاس يعوس إذا صلح، فعلى هذا تكون الياء منقلبة عن واو، وأما (اليسع) فيقرأ بلام ساكنة خفيفة وياء مفتوحة. وفيه وجهان: أحدهما هو اسم أعجمي علم، والألف واللام فيه زائدة كما زيدت في النسر وهو الصنم لأنه صنم بعينه، وكذلك قالوا في عمر والعمر، وكذلك اللات والعزى. والثاني أنه عربي، وهو فعل مضارع سمى به ولا ضمير فيه، فأعرب ثم نكر ثم عرف بالألف واللام، وقيل اللام على هذا زائدة أيضا، ويسع أصله يوسع بكسر السين ثم حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ثم فتحت السين من أجل حرف الحلق ولم ترد الواو لأن الفتحة عارضة، ومثله يطأ ويقع ويدع (وكلا) منصوب بفضلنا.
قوله تعالى (ومن آبائهم) هو معطوف على وكلا: أي وفضلنا كلا من آبائهم، أو وهدينا كلا من آبائهم.
قوله تعالى (ذلك) مبتدأ، و (هدى الله) خبره، و (يهدى به) حال من الهدى، والعامل فيه الإشارة، ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى، ويجوز أن يكون هدى الله بدلا من ذلك، ويهدى به الخبر، و (من عباده) حال من " من " أو من العائد المحذوف، والباء في (بها) الأخيرة تتعلق ب‍ (كافرين) والباء في بكافرين زائدة: أي ليسوا كافرين بها.
قوله تعالى (اقتده) يقرأ بسكون الهاء وإثباتها في الوقف دون الوصل، وهي على هذا هاء السكت، ومنهم من يثبتها في الوصل أيضا لشبهها بهاء الإضمار، ومنهم
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست