إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٢٤٦
قوله تعالى (ينجيكم) يقرأ بالتشديد والتخفيف، والماضي أنجا ونجى، والهمزة والتشديد للتعدية (تدعونه) في موضع الحال من ضمير المفعول في ينجيكم (تضرعا) مصدر والعامل فيه تدعون من غير لفظه بل معناه، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، وكذلك (خفية) ويقرأ بضم الخاء وكسرها وهما لغتان، وقرئ " وخيفة " من الخوف وهو مثل قوله تعالى " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية " (لئن أنجيتنا) على الخطاب: أي يقولون لئن أنجيتنا ويقرأ لئن أنجانا على الغيبة وهو موافق لقوله يدعونه (من هذه) أي من هذه الظلمة والكربة.
قوله تعالى (من فوقكم) يجوز أن يكون وصفا للعذاب وأن يتعلق بيبعث وكذلك (من تحت)، (أو يلبسكم) الجمهور على فتح الياء: أي يلبس عليكم أموركم. فحذف حرف الجر والمفعول. والجيد أن يكون التقدير. يلبس أموركم، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، ويقرأ بضم الياء: أي يعمكم بالاختلاف، و (شيعا) جمع شيعة وهو حال، وقيل هو مصدر والعامل فيه يلبسكم من غير لفظه، ويجوز على هذا أن يكون حالا أيضا: أي مختلفين.
قوله تعالى (لست عليكم) على متعلق ب‍ (وكيل) ويجوز على هذا أن يكون حالا من وكيل على قول من أجاز تقديم الحال على حرف الجر.
قوله تعالى (مستقر) مبتدأ والخبر الظرف قبله أو فاعل، والعامل فيه الظرف وهو مصدر بمعنى الاستقرار، ويجوز أن يكون بمعنى المكان.
قوله تعالى (غيره) إنما ذكر الهاء لأنه أعادها على معنى الآيات لأنها حديث وقرآن (ينسينك) يقرأ بالتخفيف والتشديد وماضيه نسي وأنسى والهمزة والتشديد لتعدية الفعل إلى المفعول الثاني وهو محذوف: أي ينسينك الذكر أو الحق.
قوله تعالى (من شئ) من زائدة، ومن حسابهم حال، والتقدير: شئ من حسابهم (ولكن ذكرى) أي ولكن نذكرهم ذكرى فيكون في موضع نصب، ويجوز أن يكون في موضع رفع: أي هذا ذكرى، أو عليهم ذكرى.
قوله تعالى (أن تبسل) مفعول له: أي مخافة أن تبسل (ليس لها) يجوز أن تكون الجملة في موضع رفع صفة لنفس، وأن تكون في موضع حال من الضمير في كسبت، وأن تكون مستأنفة (من دون الله) في موضع الحال: أي ليس لها ولى من دون الله، ويجوز أن يكون من دون الله خبر ليس ولها تبيين. وقد ذكرنا
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست