تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤
سيغلبون (3) في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون (4) بنصر الله ينصر من يشآء وهو العزيز الرحيم (5) وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون (6) يعلمون ظهرا من الحيواة الدنيا وهم عن الآخرة هم غفلون (7) أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهمآ إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقآى ربهم لكفرون (8)) (الأرض) أرض العرب، لأن المعهودة عند العرب أرضهم، والمعنى: (غلبت الروم في أدنى) أرض العرب منهم، وهي أطراف أرض الشام، وقيل: هي أرض الجزيرة، وهي أدنى أرض الروم إلى فارس (1).
والبضع: ما بين الثلاث إلى العشر، قيل: احتربت الروم وفارس بين أذرعات وبصرى، فغلبت فارس الروم، فبلغ الخبر مكة، فشق على رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمسلمين، لأن فارس مجوس والروم أهل كتاب، وفرح المشركون وقالوا: أنتم والنصارى أهل كتاب، ونحن وفارس لا كتاب لنا، وقد ظهر إخواننا على إخوانكم، ولنظهرن نحن عليكم، فنزلت: (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) يعني: أن الروم من بعد غلبة فارس إياهم سيغلبونهم (في بضع سنين) (2). وهذه من الآيات الشاهدة على صحة نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله)، وأن القرآن من عند الله سبحانه؛ لأنه أنبأ بما سيكون وهو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل.
وعن أبي سعيد الخدري قال: التقينا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومشركي العرب، والتقت الروم وفارس، فنصرنا الله على مشركي العرب ونصر الله الروم على

(1) قاله مجاهد. راجع الكشاف: ج 3 ص 466.
(2) قاله عكرمة. راجع تفسير الطبري: ج 10 ص 164.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»