تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٣٣
* (وهم لا يتقون) * أي: لا يخافون عاقبة الغدر، ولا يبالون ما فيه من العار والنار.
* (فإما تثقفنهم) * أي: تصادفنهم في الحرب، والمعنى: إن ظفرت بهم وأدركتهم * (فشرد بهم من خلفهم) * أي: ففرق عن محاربتك ومناصبتك من وراءهم من الكفرة بقتلهم شر قتلة، حتى لا يجسر عليك بعدهم أحد، اعتبارا بهم واتعاظا بحالهم. * (وإما تخافن من قوم) * معاهدين * (خيانة) * ونكثا للعهد * (فانبذ إليهم) * أي: فاطرح إليهم العهد * (على سواء) * على طريق مقتصد (1) مستو، وذلك بأن تخبرهم بنبذ العهد إخبارا ظاهرا مكشوفا، وتبين لهم أنك قطعت ما بينك وبينهم، ولا تبدأهم بالقتال وهم على توهم بقاء العهد فيكون ذلك خيانة * (إن الله لا يحب الخائنين) * فلا تخنهم بأن تناجزهم القتال من غير إعلامهم بالنبذ، وقيل: معناه على استواء في العلم بنقض العهد (2)، والجار والمجرور في موضع الحال، كأنه قيل:
فانبذ إليهم ثابتا على طريق قصد سوي، أو حاصلين على استواء في العلم على أنها حال من النابذ والمنبوذ إليهم معا.
* (ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون (59) وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (60) وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم (61)) * * (سبقوا) * أي: فاتوا من أن يظفر بهم * (إنهم لا يعجزون) * أي: لا يفوتون ولا يجدون طالبهم عاجزا عن إدراكهم، وقرئ: " أنهم " بالفتح (3) بمعنى " لأنهم "،

(١) في نسخة: مستقيم.
(٢) قاله الأزهري على ما حكاه عنه القرطبي في تفسيره: ج ٨ ص ٣٢.
(٣) قرأه ابن عامر. راجع التبيان: ج ٥ ص ١٤٦.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»