تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٧٢٤
* (ولله الأسماء الحسنى) * التي هي أحسن الأسماء، لأنها تتضمن معاني حسنة، بعضها يرجع إلى صفات ذاته كالعالم والقادر والحي والإله، وبعضها يرجع إلى صفات فعله كالخالق والرازق والبارئ والمصور، وبعضها تفيد التمجيد والتقديس كالقدوس والغني والواحد (1) * (فادعوه بها) * فسموه بتلك الأسماء * (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) * أي: واتركوا الذين يعدلون بأسمائه عما هي عليه فيسمون بها أصنامهم، أو يصفونه بما لا يليق به ويسمونه بما لا يجوز تسميته به (2) * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق) * عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان يقول إذا قرأها: " هذه لكم وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها * (ومن قوم موسى أمة) * الآية " (3).
سورة الأعراف / 182 - 185 وعن علي (عليه السلام) قال: " والذي نفسي بيده، لتفترقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق) * الآية،

(١) قال العلامة الطباطبائي (قدس سره): تنقسم الصفات الواجبية بالقسمة الأولية إلى ما تكفي في ثبوته الذات المتعالية من غير حاجة إلى فرض أمر خارج كحياته تعالى وعلمه بنفسه وتسمى الصفة الذاتية، وما لا يتم الاتصاف به إلا مع فرض أمر خارج من الذات كالخلق والرزق والاحياء وتسمى الصفة الفعلية، والصفات الفعلية كثيرة وهي على كثرتها منتزعة من مقام الفعل... إلى أن قال: فلننظر في أقسام الصفات ونحو اتصافه فنقول: تنقسم الصفة إلى ثبوتية كالعالم والقادر وسلبية تفيد معنى سلبيا... إلى أن قال: ثم الصفات الثبوتية تنقسم إلى حقيقية كالعالم وإضافية كالقادرية والعالمية، وتنقسم الحقيقية إلى محضة كالحي وحقيقية ذات إضافة كالعالم بالغير... إلى آخر قوله الشريف. راجع بداية الحكمة: المرحلة الثانية عشر الفصل الرابع في صفات الواجب الوجود تعالى ومعنى اتصافه بها.
(٢) انظر مبحث: هل أسماء الله توقيفية؟ ضمن مباحث الإلهيات التي بحثها الأستاذ السبحاني وتعرض لها وفصل، تجد تفصيل أقوال المتكلمين المسلمين فيها، وأشبع الرد عليها وبيان الحق منها.
(٣) رواها الطبري باسناده: ج ٦ ص ١٣٤ ح ١٥٤٧١، وابن الجوزي في زاد المسير: ج ٣ ص ٢٩٤. والآية: 159 من سورة الأعراف.
(٧٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 719 720 721 722 723 724 725 726 727 728 729 ... » »»