تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٧٢٧
أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) * (188) الساعة: من الأسماء الغالبة كالنجم للثريا، وسميت القيامة بالساعة لوقوعها بغتة، أو لأنها على طولها عند الله كساعة من ساعات الخلق (1)، و * (أيان) * بمعنى متى، وقيل: اشتقاقه من أي، لأن معناه أي وقت (2)، و * (مرساها) * إرساؤها أو وقت إرسائها أي: إثباتها، ورسو كل شئ ثباته واستقراره، والمعنى: متى يرسيها الله؟ * (قل إنما علمها) * أي: علم وقت إرسائها عنده قد استأثر به لم يخبر أحدا من خلقه ليكون العباد على حذر منه، وذلك أدعى لهم إلى الطاعة وأزجر عن المعصية، كما أخفى سبحانه وقت الموت لذلك * (لا يجليها لوقتها إلا هو) * أي:
لا تزال خفية لا يكشف خفاء علمها إلا هو وحده إذا جاء بها في وقتها * (ثقلت في السماوات والأرض) * أي: أهم شأن الساعة أهل السماوات والأرض من الملائكة والجن والإنس، فكل منهم يود أن يتجلى له علمها وشق عليه خفاؤها وثقل عليه (3)، أو ثقلت فيهما لأن أهليهما يتوقعونها ويخافون شدائدها وأهوالها (4) * (لا تأتيكم إلا بغتة) * أي: فجاءة على غفلة منكم.
وفي الحديث: " إن الساعة تهيج بالناس والرجل يصلح حوضه، والرجل

(١) انظر تفصيله في الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج ٢ ص ٣٩٠.
(٢) قاله ابن جني على ما حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ١٨٣، والرازي في تفسيره: ج ١٥ ص ٨٠.
(٣) وهو قول السدي على ما حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج ٥ ص ٤٧، والماوردي في تفسيره: ج ٢ ص ٢٨٥، واختاره الفراء في معاني القرآن: ج ١ ص ٣٩٩، والزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ١٨٥.
(٤) وهو قول ابن جريج على ما حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج ٥ ص ٤٧، والماوردي في تفسيره: ج ٢ ص ٢٨٥، واختاره الزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 393.
(٧٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 722 723 724 725 726 727 728 729 730 731 732 ... » »»