تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٧٢٣
بآياتنا) * من اليهود بعد ما قرأوا نعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التوراة، وبشروا الناس بقرب مبعثه وكانوا يستفتحون به * (فاقصص) * قصص بلعم الذي هو نحو قصصهم * (لعلهم يتفكرون) * فيحذرون مثل عاقبته إذا ساروا بسيرته وزاغوا شبه زيغه، ويعلمون أنك علمته من جهة الوحي فتزداد الحجة لزوما لهم * (ساء مثلا القوم) * أي: مثل القوم * (وأنفسهم كانوا يظلمون) * تقديم المفعول به للاختصاص، فكأنه قيل: وخصوا أنفسهم بالظلم لم يتعدها إلى غيرها * (فهو المهتدى) * فهو محمول على اللفظ * (فأولئك هم الخاسرون) * محمول على المعنى.
* (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالانعم بل هم أضل أولئك هم الغافلون (179) ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون (180) وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * (181) أي: خلقنا * (كثيرا من الجن والإنس) * على أن مصيرهم إلى جهنم بسوء اختيارهم، وهم الذين علم الله أنه لا لطف لهم، جعلهم سبحانه في أنهم لا يتدبرون أدلة الله وبيناته بعقولهم، ولا ينظرون إلى مخلوقاته نظر اعتبار، ولا يسمعون ما يتلى عليهم من المواعظ والأذكار، ولا يأتي منهم إلا أفعال أهل النار مخلوقين للنار * (أولئك كالانعم) * في عدم التدبر والتفكر والنظر للاعتبار * (بل هم أضل) * فإن البهائم إذا زجرت انزجرت وإذا أرشدت إلى طريق اهتدت، وهؤلاء لا يهتدون إلى شئ من أمور الديانات مع ما ركب فيهم من العقول الدالة على الرشاد الصارفة عن العناد * (أولئك هم الغافلون) * الكاملون في الغفلة
(٧٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 718 719 720 721 722 723 724 725 726 727 728 ... » »»