تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٣٢
* (ليعلم الله من يخافه بالغيب) * أي: ليتميز من يخاف عقاب الآخرة وهو غائب منتظر فيتقي الصيد ممن لا يخافه فيقدم عليه * (فمن اعتدى) * فصاد * (بعد ذلك) * الابتلاء فالوعيد لاحق به.
* (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بلغ الكعبة أو كفرة طعام مسكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام (95) أحل لكم صيد البحر وطعامه متعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون) * (96) سورة المائدة / 95 و 96 * (الصيد) * ما يصاد من الوحش، أكل أم لم يؤكل * (وأنتم حرم) * أي: محرمون بحج أو عمرة، جمع حرام * (ومن قتله منكم متعمدا) * وهو أن يقتله وهو ذاكر لإحرامه، أو عالم بأن ما يقتله مما يحرم عليه قتله، وعن الزهري (1): نزل الكتاب بالعمد وجرت السنة في الخطأ (2) * (فجزاء مثل ما قتل) * برفع * (جزاء) * و * (مثل) * معناه: فالواجب عليه جزاء يماثل ما قتل من الصيد، وقرئ: " فجزاء مثل ما قتل " على الإضافة (3)، والأصل فيه: " فجزاء مثل ما قتل " بنصب " مثل " ومعناه: فعليه

(١) هو أبو بكر، محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، عالم الحجاز والشام، روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن جعفر، وغيرهما، وروى عنه عطاء بن أبي رباح وأبو الزبير وعمر بن عبد العزيز وعمر بن دينار وصالح بن كيسان وغيرهم، مات سنة ١٢٣ ه‍. (تذكرة الحفاظ: ج ١ ص ١٠٢، تهذيب التهذيب: ج ٩ ص ٤٤٥).
(٢) حكاه عنه القرطبي في تفسيره: ج ٦ ص ٣٠٨.
(٣) قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر. راجع السبعة في القراءات لابن مجاهد:
ص ٢٤٧، والتبيان: ج ٤ ص ٢٣.
(٥٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 ... » »»