تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٢٨
وقوله: * (أنتم به مؤمنون) * استدعاء إلى التقوى بألطف الوجوه.
وتدل الآيتان على كراهية التفرد والخروج مما عليه الناس في التأهل وطلب الولد وعمارة الأرض.
* (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمن فكفارته إطعام عشرة مسكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفرة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون) * (89) سورة المائدة / 89 اللغو في اليمين (1): هو الساقط الذي لا يتعلق به حكم ويقع من غير قصد، مثل قول القائل: " لا والله " و " بلى والله " * (بما عقدتم الأيمن) * أي: بتعقيدكم الأيمان وهو توثيقها بالقصد والنية، وقرئ: " عقدتم " بالتخفيف (2) و " عاقدتم " (3)، والمعنى: ولكن يؤاخذكم بنكث ما عقدتم فحذف المضاف، أو بما عقدتم إذا حنثتم فحذف وقت المؤاخذة لكونه معلوما * (فكفارته) * أي: فكفارة حنثه * (إطعام عشرة مسكين) * يعطى كل واحد منهم مدين أو مدا، والمد: رطلان وربع * (من أوسط ما تطعمون أهليكم) * أي: من أقصده، لأن من الناس من يسرف في إطعام أهله ومنهم من يقتر، وأفضله الخبز واللحم وأدونه الخبز والملح، وعن

(١) في نسخة: الأيمان.
(٢) وهي قراءة عاصم برواية أبي بكر وحمزة والكسائي. راجع التبيان: ج ٤ ص ١٠، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ٦٠، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٢٤٧.
(٣) قرأه ابن عامر وحده على ما حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج ٤ ص ١٠، والبغوي في تفسيره: ج 2 ص 60، وابن غلبون في تذكرته: ج 2 ص 390، وابن مجاهد في كتاب السبعة في القراءات: ص 247.
(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»