تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٣٩
عليهم حسرا ت) * (1)، وكان المؤمنون يتأسفون حسرة على أهل العناد من الكفار يتمنون دخولهم في الإسلام فخوطبوا بذلك.
وعن ابن مسعود أنها قرئت عنده فقال: إن هذا ليس بزمانها (2) إنها اليوم مقبولة ولكن يوشك أن يأتي زمان تأمرون فلا يقبل منكم، فحينئذ عليكم أنفسكم (3)، فهو على هذا تسلية لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فلا يقبل منه وبسط لعذره (4).
* (يا أيها الذين آمنوا شهدة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهدة الله إنا إذا لمن الاثمين) * (106) * (شهدة بينكم) * مبتدأ و * (اثنان) * خبره، والتقدير: شهادة بينكم شهادة اثنين، وأضيف المصدر الذي هو * (شهدة) * إلى " بين " فجعل الظرف اسما اتساعا، و * (إذا حضر) * ظرف للشهادة و * (حين الوصية) * بدل منه، وفي إبداله منه دلالة على وجوب الوصية عند حضور الموت وظهور أماراته، لأن زمان حضور أسباب الموت جعل زمان الوصية * (إن أنتم ضربتم في الأرض) * يعني: إن وقع

(١) فاطر: ٨.
(٢) في نسخة: بزماننا.
(٣) رواه عنه القرطبي في تفسيره: ج ٦ ص ٣٤٣.
(٤) قال الشيخ في التبيان: ج ٤ ص ٤١ ما لفظه: وفي الآية دلالة على فساد مذهب المجبرة في تعذيب الأطفال، لأنه لو كان الأمر على ما قالوه لم يأمن المؤمنون أن يؤخذوا بذنوب آبائهم، وقد بين الله تعالى أن الأمر بخلافه مؤكدا لما في العقل.
(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»