تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٤٣
الشهداء على نحو تلك الحادثة * (بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمن) * أي: أو أقرب إلى أن يخافوا أن تكر (1) أيمان شهود آخرين * (بعد أيمنهم) * فيفتضحوا بظهور كذبهم كما جرى في هذه القصة، فربما لا يحلفون كاذبين ويتحفظون في الشهادة مخافة رد اليمين إلى المستحق عليهم * (واتقوا الله) * أن تخونوا وتحلفوا كاذبين * (واسمعوا) * سمع إجابة وقبول.
* (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لاعلم لنا إنك أنت علم الغيوب (109) إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين) * (110) * (يوم يجمع) * ظرف (2) لقوله: * (لا يهدى) * أي: لا يهديهم طريق الجنة يومئذ كما يهدي غيرهم، أو يوم يجمع الله الرسل يكون كذا وكذا، أو نصب (3) ب‍ * (أذكر) * (4)، * (ماذا أجبتم) * أي: أي إجابة أجبتم؟ وهذا السؤال توبيخ لقومهم، ولذلك * (قالوا لاعلم لنا) * وكلوا الأمر إلى علمه بسوء إجابتهم ولجأوا إليه في الانتقام منهم، وقيل: معناه: أنت أعلم بحالهم منا فعلمنا مغمور بعلمك وساقط معه

(١) في نسخة: تكرر.
(٢) وهو ما ذهب إليه النحاس. راجع اعراب القرآن: ج ٢ ص ٤٨.
(٣) ذهب إليه الزمخشري في الكشاف: ج ١ ص ٦٨٩.
(٤) انظر تفصيل ذلك في الفريد في اعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 102.
(٥٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 ... » »»