تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٥٢
كل منافق كان في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) (1)، * (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) * نفي للغفران والهداية التي هي اللطف، واللام للمبالغة في النفي * (بشر المنفقين) * وضع " بشر " مكان " أخبر " تهكما بهم * (الذين يتخذون) * نصب على الذم أو رفع بمعنى: أريد الذين، أو هم الذين وكانوا يوالون الكفرة ويمايلونهم * (أ) * يطلبون * (عندهم العزة) * والغلبة باتخاذهم إياهم * (أولياء من دون المؤمنين) *، * (فإن العزة) * والغلبة * (لله) * ولأوليائه يعز من يشاء، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
* (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنفقين والكافرين في جهنم جميعا) * (140) سورة النساء / 141 و 142 * (أن إذا سمعتم) * هي " أن " المخففة من الثقيلة (2)، والمعنى: أنه إذا سمعتم، و * (أن) * مع ما في حيزها في موضع الرفع ب‍ " نزل " (3)، أو في موضع النصب ب‍ * (نزل) * فيمن قرأ به، والمراد به ما نزل عليهم بمكة من قوله: * (وإذا رأيت الذين يخوضون فئ آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) * (4)، وذلك أن المشركين كانوا يخوضون في ذكر القرآن فيستهزئون به فنهي المسلمون عن القعود * (معهم) *، وكان اليهود في المدينة يفعلون مثل فعلهم فنهوا أن يجلسوا معهم، وكان المنافقون يجالسونهم فقيل لهم: * (إنكم إذا مثلهم) * والضمير في قوله:
* (فلا تقعدوا معهم) * يرجع إلى من دل عليه قوله: * (يكفر بها ويستهزأ بها) *، كأنه

(١) حكاه عنه المصنف في مجمع البيان: ج ٣ - ٤ ص ١٢٦.
(٢) في نسخة: المثقلة.
(٣) قرأ الجمهور من السبعة بضم النون وكسر الزاي وقرأ عاصم وحده بفتح النون والزاي. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٢٣٩، والعنوان في القراءات لابن خلف: ص ٨٦، والبحر المحيط: ج ٣ ص ٣٧٤.
(٤) الأنعام: ٦٨.
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»