الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١٣
من يخاف وعيد.
سورة الذاريات مكية. وهى ستون آية بسم الله الرحمن الرحيم والذاريات ذروا. فالحاملات وقرا. فالجاريات يسرا. فالمقسمات أمرا.
____________________
يكون من جبره على الأمر بمعنى أجبره عليه: أي ما أنت بوال عليهم تجبرهم على الإيمان، وعلى بمنزلته في قولك هو عليهم إذا كان واليهم ومالك أمرهم (من يخاف وعيد) كقوله تعالى - إنما أنت منذر من يخشاها - لأنه لا ينفع إلا فيه دون المصر على الكفر. عن الرسول صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة ق هون الله عليه تارات الموت وسكراته ".
سورة والذاريات مكية. وهى ستون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) (والذاريات) الرياح لأنها تذرو التراب وغيره، قال الله تعالى - تذروه الرياح - وقرئ بإدغام التاء في الذال (فالحاملات وقرا) السحاب لأنها تحمل المطر، وقرئ وقرا بفتح الواو على تسمية المحمول بالمصدر أو على إيقاعه موقع حملا (فالجاريات يسرا) الفلك، ومعنى يسرا جريا ذا يسر: أي ذا سهولة (فالمقسمات أمرا) الملائكة لأنها تقسم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرها، وتفعل التقسيم مأمورة بذلك. وعن مجاهد: تتولى تقسيم أمر العباد جبريل للغلظة وميكائيل للرحمة وملك الموت لقبض الأرواح وإسرافيل للنفخ. وعن علي رضي الله عنه أنه قال وهو على المنبر: سلوني قبل أن لا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي، فقام ابن الكواء فقال: ما الذاريات ذروا؟
قال: الرياح، قال: فالحاملات وقرا؟ قال: السحاب، قال: فالجاريات يسرا؟ قال: الفلك، قال: فالمقسمات أمرا؟ قال: الملائكة. وكذا عن ابن عباس. وعن الحسن: المقسمات السحاب يقسم الله بها أرزاق العباد وقد حملت على الكواكب السبعة. ويجوز أن يراد الرياح لا غير لأنها تنشئ السحاب وتقله وتصرفه وتجرى في الجو جريا
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»