الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ١٤٥
وأولئك هم المفلحون.
____________________
لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره كأنه قيل على أن هدى كما تقول: لو أبصرت فلانا لأبصرت رجلا. وقال الهذلي:
فلا وأبى الطير المربة بالضحى * على خالد لقد وقعت على لحم والنون في " من ربهم " أدغمت بغنة وبغير غنة، فالكسائي وحمزة ويزيد وورش في رواية والهاشمي عن ابن كثير لم يغنوها، وقد أغنها الباقون إلا أبا عمرو، فقد روى عنه فيها روايتان. وفى تكرير أولئك تنبيه على أنهم كما تثبتت لهم الأثرة بالهدى فهي ثابتة لهم بالفلاح، فجعلت كل واحدة من الإثرين في تميزهم بها عن غيرهم بالمثابة التي لو انفردت كفت مميزة على حيالها. فإن قلت: لم جاء مع العاطف، وما الفرق بينه وبين قوله - أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون؟ قلت: قد اختلف الخبران ههنا، فلذلك دخل العاطف بخلاف الخبرين ثمة فإنهما متفقان لأن التسجيل عليهم بالغفلة وتشبيههم بالبهائم شئ واحد، فكانت الجملة الثانية مقررة لما في الأولى فهي
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 136 137 138 145 150 151 154 155 164 ... » »»