الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ١٣٧
وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون.
____________________
الكتاب ولا كان كله منزلا، ولكن سبيله ما ذكرنا ونظيره قولك: كل ما خطب به فلان فهو فصيح، وما تكلم بشئ إلا وهو نادر، ولا تريد بهذا الماضي منه فحسب دون الآتي لكونه معقودا بعضه ببعض ومربوطا آتيه بماضيه. وقرأ بزيد بن قطيب - بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك - على لفظ ما سمى فاعله. وفى تقديم الآخرة وبناء يوقتون على " هم " تعريض بأهل الكتاب وبما كانوا عليه من إثبات أمر الآخرة على خلاف حقيقته، وأن قولهم ليس بصادر عن إيقان وأن اليقين ما عليه من آم ن بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك. والإيقان إتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه، والآخرة تأنيث الآخر الذي هو نقيض الأول، وهى صفة الدار بدليل قوله - تلك الدار الآخرة - وهي من الصفات الغالبة وكذلك الدنيا. وعن نافع أنه خففها بأن حذف الهمزة وألقى حركتها على اللام كقوله
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 129 132 133 136 137 138 145 150 151 154 ... » »»